احلي الاوقات 9

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
احلي الاوقات 9

    اذا سقط الاحترام .. ماذا يبقى؟؟

    القناص
    القناص
    عضو الماسي
    عضو الماسي


    ذكر
    عدد الرسائل : 828
    العمر : 33
    العمل/الترفيه : طالب
    نقاط : 7346
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009

    اذا سقط الاحترام .. ماذا يبقى؟؟ Empty اذا سقط الاحترام .. ماذا يبقى؟؟

    مُساهمة من طرف القناص الأربعاء نوفمبر 03, 2010 10:31 am

    هو


    اذا سقط الاحترام .. ماذا يبقى؟؟


    ثلاث عقود عشتها فى كنف والدين طيبين وكنت أرى أبى يحترم أمى


    ولا يناديها باسمها بل بأم فلان وفى المقابل كنت أرى أمى تطيع أبى


    ولم أسمع صوتها يرتفع فوق صوته يوماً حتى عندما جاءها خبر


    مقتل شقيقها الكبير خالى فى حادث سيارة فانها صرخت مرة واحدة


    من هول الصدمة ثم فزع نظرها الى ابى وكأنها تطلب السماح من


    هفوة الصوت العالى وأكملت حزنها نشيجاً مكتوماً


    بذلك " التراث" المنزلى دخلت منزل الزوجية مع نوال الشابة المتعلمة


    التى اختارها قلبى على الرغم من أنها ليست من المعارف أو الأقارب


    بل من عشيرة غريبة علينا ذات طباع تختلف عن طباعنا ولكنها لا


    تخرج عن تقاليد البلد


    وكان أول مااشترطته علىّ نوال وأنا اتقرب منها وافاتحها برغبتى فى


    ان تكون لى هو أنها طالبتنى بأن احترم شخصيتها وقراراتها التى


    تأخذها بالتشاور معى وكان لها ماأرادت


    عشنا الاشهر الستة الأولى سمناعلى عسل


    لكن النبره احتدمت تحت سقفنا الهادىء ذات يوم مشؤوم من أيام


    الشهر السابع حين عاتبت زوجتى لأنها تأخرت فى العودة من جولة


    فى السوق مع والدتها . لقد احتدت نوال ونبت فى وجهى وهى تقول


    " من قال لك أننى أمضيت كل هذا الوقت فى السوق ؟ "


    وعرفت منها فيما بعد انها عادت متوترة الاعصاب بعد أن مرت


    علىالطبيبة النسائبية التى تراجعها من دون علمى لانها تأخرت فى


    الحمل ولم يكن ذلك التأخر يقلقنى لاننا فى عز شبابنا ومازالنا فى أول


    زواجنا


    لكن مااقلقنى أن ان النبرة الحادة تكررت فى الاسابيع التالية وأن


    صوت زوجتى بدأ فى الارتفاع فى البيت حتى بعد أن تكور الجنين فى


    رحمها ولم يعد هناك ماتخشى منه


    نحن الآن فىالسنة الثالة من زواجنا وقد رزقنا الله بطفلة رائعه لكن


    بيتنا لم يعد ذلك العش الهادىء الذى كنت أريده نسخة حديثة من


    البيت الذى تربيت فيه ويحدث أحياناً أن تثور نوال لسيبب من


    الأسباب وتبدأ مسلسل الردح السخيف الذى يدمر أعصابى فيفلت


    الزمام منى وأرفع صوتى لكى أخرسها .. ويتشابك صوتانا بينما


    تنزوى طفلتنا فى ركن ما ويتوارى الحب خجلا من تصرفاتنا


    ماذا يتبقى فى البيت بعد أ يسقط الاحترام ؟ كنت أحلم بزوجة مطيعة


    .. نعم أقولها بلا خجل .. فليس عيبا ان تسمع الزوجة كلام زوجها


    وتلتزم به ..كما أننى كنت مستعد لسماع أراء زوجتى والحوار معها


    فقد تقنعنى بما غاب عنى وفاتنى ادراكه
    ولكننى لم اكن مستعداً لأن


    تفرض نوال رايها ولا أن أتحمل فلتات مزاجها كلما أرهقها العمل


    والواجبات


    أشعر أننى رجل يسير بعيدا عن شاطىء السعادة ويولمنى التفكير فى


    مصير وحيدتى اذا اتخذت قرار الانفصال عن والدتها ومازلت أحافظ


    على جذوة الأمل فى أن تدرك نوال عيوبها وتتداركها لاننى أخشى أن


    أكون من الفاشلين



    هى


    مستبد وجاهل ويطلب الطاعه



    لم يحدث فى حياتى السابقة أن قمعنى أبي أو أخ أو أستاذ جامعى عن


    رأى أؤمن به . وفى أجواء من الانفتاح والحوار تكونت شخصيتى التى


    أعتد بها ولا أقايض بها شيئاً لذلك عندما فاتحنى مهند بحبه لى قفز


    الى ذهنى على الفور الفارق بيننا فى الثقافة والتجربة لقد كان شاباً


    طيباً ومن عائلة معروفة ومستورة لكن آفاقه ظلت محدودة فى اطار


    عمله التجارى مع والده ولم تكن الكتب والصحف من العملات التى


    يتعامل بها


    كان شرطى الوحيد للقبول به زوجاً أن يحترم شخصيتى وآرائى وكنت


    أقصد بذلك ألا يهيننى بين الناس وألا يسخف رأياً أتفوه به وقد وافق



    مهند على شرطى وسارت بنا سفينة الحياة فى أمواج رائقة بحر


    صاف ..إلى أن ... إلى أن بدأت الفوراق الثقافية تطل برأسهافى حياتنا


    المشتركة لقد انتهت أيام الخطبة وشهر العسل صار بعيداً وبدأ كل


    واحد منا يكشف الوجه الحقيقى للىخر


    وقد كان وجه زوجى تقليدياً الى درجة مملة يرفض أن يتطور ويعادى


    كل محاولاتى لاخراجه من الاطار الثابت الذى سجن نفسه فيه ان


    أقصى أحلامه أن يكون امتدادا لوالده فى الشخصية الهادئة والنبرة


    الأفقية لتى لا يمكن مهما حدث ان ترتفع او تنحدر


    حاولت أن ألقى احجارى فى بحيرة حياتنا الراكدة . حاولت أن أسحب


    زوجى الى التيارات العنيفة والنزلقات التى تبدد ضجر الايام . لكنه


    كان يعشق روتينه اليومى ويضبط ساعته على مواعيد الدخول


    والانصراف ويريد منى أن اكون نسخة شابة من السيدة والدته وأن


    أقضى حياتى وأنا أنظر اليه مبهورة وأستمع إلى آرائه وأنا اهز رأيى


    بالايجاب وابتسم اعجابا بالدرر التى ينطق بها


    وكان لابد أن اواجه نفسى واعترف لها باننى تسرعت فى الاختيار


    وأن الرصانة والطيبة ليستا من شروط الحياة السعيدة اذا لم تكتمل


    بشىء من النباهة وخفة الروح


    هل يعقل أننى لم انتبه قبل الزواج أن زوجى جاهلا ذلك الجهل الذى


    يجعله يستبد فى آرائه ولا يقبل التنازل أو التراجع عنها ؟


    وكيف يمكن لقليل التجربة أن يميز بين ماهو جيد وما هو أفضل منه


    ؟ أو بين ماهو سيىء وما هو أسوأ منه ان قرارته تربكنى وتثير


    قلقلى خصوصا تلك المتعلقة بأسلوب تربية ابنتنا فأنا كنت أحلم طيلة


    حياتى بأن أتولى تنشئة صبية واثقة بنفسها محبة للتعليم ولا تخشى


    التجارب وتستطيع أن تكون نداً لزملائها وزميلاتها وأن أضع فيها


    ثقتى وأملى .. بالقدر ذاته الذى أضعه فى شقيقها


    أنا ومهند مختلفان جذرياً وهذا يرهق أعصابى ويجعلنى أتصرف بشكل


    عنيف لا أحبه فى نفسى


    والحل يبدو حزينا



    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 03, 2024 4:55 am