الطِيرْ اِشْتَرَى حُرِيتُه
يناير .... شهر دا ؟
وألا فَرْحْ الدنيا ... هَالِل بالبشاير ؟
أنا شُفتُه .. شفت الخضرا جَاهَا الخير
والمحروسة ... مِسْتَنية دُورها
واقفة بتغزل في الضفاير
وعريسها شاب صِغَار
جاي لها من الفرحة طاير
بيقول ... قوليلي مَهرك إيه ؟
لو حتى عُمْرِي ... ها أقدمه
دا كفاية عِشتْ العُمر حَايِر
...........................................................
أقول عروستي .... لأ ... مش عروستي
اللي شايفها كل يوم .. يبيعوا فيها ويشتروا
ويباركوا دُخْلِتْهَا علي وِِلْد الأكابر ...
سألت روحي .. لِحَد إمتى أفضل كده ساكت وصابر ؟
أنا عروستي حرة ... لا ظُلم فيها ... وخيرها ليها
إزاي أسيبها تتغصب علي ظلمها !!!
العيب هنا في العروسة ؟
ولا العريس اللي سَكَتْ ... و وَقَفْ يِِكَابِر
ولو يطول صبره لِبُكرَهْ ...
بُكرَه الحزينة تِتوِِرِثْ ... يِورثها فاسد ... وألا فَاجر
...............................................................
إزاي يكون .. وأنا من زمان مستني فَرَحِك يا حزينة !
ثلاثين سنة .. إمتي تعودي وترجعي تحيي اللي فينا ؟
واللي باعوكي واشتروا ... دول دمهم مش مننا
إحنا عروق الدم تغلي تِتنَفض أما يبيعوك قدام عنينا
يا أغلي من روحي ... يا روحي ... إحنا لبعض
أنا اللي ليكي ... إنتي اللي لينا
و إنتي اللي ضَي العمر كله
ازاي يضيع الضَي دَه كِده من ايدينا ؟
.................................................
من أول الشهر ... و بشوف لك كل يوم حلم
مش عارف أفرق
حلم السعادة دا ؟ ... ولا دا حلم الهموم ؟
شايف السما برق ورعد ... مليانه غيوم
والسحاب يجري .. يقول خلاص .. للظلم يوم
لكل ظالم يوم قيامه ... والقيامة لازم تقوم
.......................................................
ألوان كتير داخله في بعض
احمر في اسود ..... وسط توب ابيض حزين
اللي شايفه دا لون علم ؟ .ولا دا ألم السنين ؟
والدموع ... دي دموع فرح ؟
ولا دموع قلب في لحظة للفراق وبينجرح ؟
.............................................................
يا تري .... إيه اللي شايفه من بعيد ؟
دا بحر دم ده .. ولا شربات احمر بيجري في الوريد ؟
ولا مولود .... بيتولد هنا من جديد ؟؟
و لا دا فجر بيشق الطريق ... حالف لَيِمْلَيَ الدنيا عيد ؟
....................................................................
واللي شايفه مستحيل ... دا شعب ده .. ولا طوفان ؟
ويا تري .. اللي سامعه دا صوت الملايكه في السما ؟
ولا دا صوت الأدان ؟
ولا صرخة واحدة بتهز الميدان ؟
....................................................................
ويا تري الدخان دا نار ؟ ولا لوحة فوق جدار ؟
ولا شعب بينه وبين الظلم تار ؟
حلم دا وألا حقيقة ؟ جايه تغسل ألف عار . و أي عار ؟
...................................................................
عار السكوت !!
وعمر عدى الكل هُس ..... ما أسمعش صوت
وعار لخوف !!
خللي القلوب جوة الصدور ... مرعوبة موت
ونفاق وكدب طول السنين
حتى النفس ناخده بشروط
...............................................
والطبل والزمر لازم كل يوم
عشان المؤامرة تكتمل ييجى بسلامته
في شهر عشرة .. وينسجوا كل الخيوط
جاي العريس يغتصب بلدي وعروستى
ويبيع فيها ويشتري ... ما شبعش منها المفتري
أنا قلت لأ ... مستحيل دى حتة منى
الشهر لا يُمكن يِعَدِي أو يفوت !!!!
...............................................
الشهر دا حد فاصل بيني وبينه
صدر القرار من عند ربي
والبطل يا خد الحق بيمينه
قلت خلاص .... أنا صبري طال
والليل نهايته أمسكه بإيدي أخنقه
و صُباعِي .... أحطُه جُوه عِينه
وف آخر الشهر ترجع لي حبيبتي
والجبان يلعن فساده اللي إتزرع
يلعن الظلم و سنينه ....
...........................................
قبل نهاية الشهر ... ده دست الزناد
الكل كبر في الميعاد
قام وقال ... الله اكبر ... الله أكبر
دا الثورة بترج البلاد
الظلم لو هيزيد في عنده
أنا كمان بزيد عناد
إنت بتخنق في البلد
بس الجنين ده لا يمكن يتخنق وقت الميلاد
بيقول خلاص إنت انتهيت ....
لازم هتمشي ... خد معاك الحاشية وحشود الفساد
العادلي يمشي . وعز يمشي . وكل اللي باع واشترى
واللي افتري ... وخللي البلد أكبر مزاد
........................................................
و إنت انتظر في السن ده يوم الحساب
خللي عمايلك تنفعك ... و ألا الخطط
و ألا الجمال والبغال ... و الخيول ولا الكلاب
ولو تشوف اللي بأشوفه وأسمعه
و اللي مكتوب في الصحف ولا الكتاب
ساعتها تلعن خلقتك وخلفتك وحاشيتك
وكل سنوات العذاب
كنت فاكر العروسة بتعشقه
الحرة عاشقة الحر الصغار .... ابن البلد
رجع لها بعد الغياب
و الطير خلاص اشتري حريته بدم الشباب
.. الطير خلاص اشتري حريته بدم الشباب
أشعار : د. هاني أبوالفتوح
في مساء الاثنين 28 فبراير 2011
