احلي الاوقات 9

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
احلي الاوقات 9

    شباب وصبايا في الثمانين والتسعين من أعمارهم!

    ~قمر14~
    ~قمر14~
    عضو الماسي
    عضو الماسي


    انثى
    عدد الرسائل : 429
    العمر : 28
    العمل/الترفيه : طالبة
    نقاط : 6402
    تاريخ التسجيل : 05/10/2009

    شباب وصبايا في الثمانين والتسعين من أعمارهم! Empty شباب وصبايا في الثمانين والتسعين من أعمارهم!

    مُساهمة من طرف ~قمر14~ الخميس ديسمبر 24, 2009 9:42 am

    كيف نقيس أعمارنا، وكيف نحسب أيامنا على الأرض؟
    هل نحسبها بتلك الوريقات الصغيرة التي تحمل أسماء الأيام والتي نقتلعها ونطويها ونلقي بها في سلة المهملات يوماً بعد يوم!
    ثم ماذا تعني هذه الوريقات؟

    يقول علماء النفس، أنها عند البعض أيامٌ مرت من عمرنا ولن تعود...وما أكثر وقوفنا عندها، وتأمّلنا لها، ونحن ننتزعها من مكانها حيث عاشت معنا تسجل أحداث يوم طويل بكل ما حملته لنا من عمل وفكر وأحداث وانفعالات!

    وهي عند البعض ساعات مضت، كما يمضي كل شيء حولهم، دون أن يستوقفهم أو يشغل تفكيرهم في قليل أو كثير.. فهم يعيشون حياتهم، في عبث ويقضون أيامهم في لهو وعربدة، وهم قلما حسبوا للزمن حسابا، أو عرفوا للوقت قيمة.. وما أكثر هؤلاء الذين يعيشون حياتهم بالطول، فتدركهم الشيخوخة أو يدركونها وهم بعد على طريق الحياة.. يمرون فيه مروراً دون أن يتركوا بصماتهم عليه!

    الخلق والإبتكار
    وهي عند البعض لحظات ممتعة، مليئة، حافلة بالعمل والخلق والإبتكار، يومهم في غدهم، وعملهم في إنتاجهم.. الوقت عندهم عبادة، والحياة عمل، فلا حياة بغير عمل، ولا عمل بغير حياة...

    إنهم هؤلاء الذين يرون في النوم مضيعة للزمن، هذا الذي تجري به عقارب الساعة جرياً وكأنها في سباق معهم.. وهم قلما توقفوا إلا عندما يستبد بهم التعب، فيركنون إلى الراحة، أو عندما يعوزهم الزاد فيأخذون منه حاجتهم، ليستعيدوا نشاطهم وحيويتهم..

    العمل والحياة
    يقول الموسيقار الكبير بابلو كاسال،عند احتفاله بعيد ميلاده الخامس والتسعين "إن عملي هو حياتي.. وأنا لا أستطيع أن أفكر في أحدهما دون الآخر.. إنهم يسألونني: متى تتقاعد؟" وأنا أقول: "وكأنكم تريدون بي أن أقول لكم متى أموت.. فالتقاعد هو نهاية الحياة وبداية الموت..

    ويسألونني: "لقد تقدّم بك العمر، ومن حق نفسك عليك أن تريحها!" وأنا أقول: "إن الذي يعمل، والذي لا يحس بالملل في عمله، أيا كان نوع هذا العمل، لا يشعر بالشيخوخة أبدا.. إنني أحس بأنني قد ولدت من جديد مع شمس كل يوم جديد.. لقد أمضيت الأعوام الثمانين الأخيرة، أؤدي عملي الذي عشقته ووهبته حياتي.. كنت في كل يوم أعيد ما فعلته بالأمس.. شيء واحد، كان في تغير مستمر.. إنه لون إنتاجي من تلك الأنغام التي أضعها وأعزفها.. كانت هذه الألوان الجيدة من الموسيقى تعيد إلى نفسي الحياة..

    غروب الشباب
    قالوا للفيلسوف الإنكليزي جورج برنارد شو 1856-1950، عندما وقف يحتفل بعيد ميلاده التسعين: "ألا ترى أن الوقت حان لكي تعتزل الحياةّ"

    فأجاب شو وابتسامة ساخرة تعلو وجهه النحيل: "أرجو ألا يكون غرور الشباب هو الذي دفعكم إلى طلب تنحيتي! على أي حال أريد أن أؤكد لكم أنني لم أشعر في يوم من الأيام، بحيوية ونشاط كما أشعر اليوم.. إنني على استعداد لأن أنازلكم بأي سلاح تختارونه، ولو أنني شخصياً أفضل أن يكون القلم، ذلك السلاح الرقيق، هو وسيلة المبارزة التي تختارونها لمنازلتي!"

    وفي مساء ذلك اليوم، قصد برنارد شو إلى مكتبه، وجلس يكتب مقالا بعنوان: "شاب في التسعين!" قال فيه: " أليس غريباً أن يشعر من كان في مثل سني، بدماء الشباب تجري في عروقه؟ ولكن لم الغرابة؟ إن الشيخوخة لا تصيب سوى المقعدين! أما أنا فلم أقعد يوما.. لقد قضيت عمري كله أعمل وأنتج وأفكر وأكتب، ولعلها (الشيخوخة) بحثت عني، في وقت أو في آخر، ولكنها لم تجدني، لأنني لم أكن أبدا هناك في انتظار مجيئها!"

    لقد بكى أصدقاء الرسام الفرنسي العالمي رينوار 1841-1919 عندما وجدوه جالسا يوما أمام إحدى لوحاته يرسم، فقد كانوا يعلمون أن يدي الرجل قد تصلبتا من أثر روماتيزم المفاصل الذي أصاب جميع أطرافه.. وبالرغم من هذا لم يستسلم للمرض، فقد كان يحب الحياة، ويعشق عمله، فكان يرجو بعض أصدقائه بأن يربطوا الفرشاة في يده، ثم يجري بيده المريضة والفرشاة مثبتة فيها على القماش ليسجل بهما أروع لوحاته.

    وكان الرسام الكبير، إذا رأى أحدهم يبكي من حوله، التفت إليه ضاحكا وقال: "أنتم وحدكم الذين تتعذبون، أما أنا فما زلت أجد في الحياة صورا جميلة من حولي، كما ترون وما زلت أجد متعة في نقلها وتصويرها!"

    الرغبة في الحياة
    ماذا في هؤلاء الرجال مما ليس في غيرهم؟ أليسوا هم أيضا بشراً مثلنا؟
    يقول العلماء: "بل هم بشر لا يميزهم عنا سوى شيء واحد، هو ذلك الشعور بالرغبة في الإستمرار في الحياة.. ثم تعريفهم لمعنى الحياة. فالحياة بالنسبة لهؤلاء الرجال الذين دخلوا التاريخ هي عمل وخلق وابتكار.. وقليلون هم الذين يدركون هذا المعنى.. فنحن نعمل ونكدح، حتى إذا اقتربنا من سن التقاعد، أو اقترب بنا، جلسنا ننتظره، فوق مقعد مريح وسط إحدى الحدائق العامة نرقب الطبيعة من حولنا أو في مقهى صغير في ركن من أركان الشارع الصاخب، حيث تمر أمامنا مواكب الحياة التي تذكرنا بماضينا البعيد، أو ربما انتهى بنا المطاف على فراش المرض، حتى لو لم يكن بنا علة ولا مرض.

    الجسم والعقل
    فالتقاعد هو نهاية الحياة، وبداية الموت.. ولو أننا توقفنا برهة وتساءلنا: "ولماذا نرضى بالموت، ونحن أصحّاء؟ لماذا نكف عن العمل ما دما قادرين عليه؟ لماذا لا نبدأ حياة جديدة بعد التقاعد. لا نركن للكسل والنوم والإستسلام للمرض؟!"

    لو فعلنا هذا لاستطعنا أن ندرك المعنى الكبير الذي قصده هؤلاء العباقرة للحياة.

    لقد أثبتت البحوث التي أجراها العلماء أن العقل لا يهرم، فقد يصاب الجسم بالوهن وقد يحس الإنسان بالضعف، ومع ذلك يبقى ذهنه متقدا، وتبقى ذاكرته قوية قادرة على استيعاب كل ما هو جديد وحديث، حتى بعد أن يبلغ الثمانين. إن التاريخ حافل بالأدلة على أن المواهب التي تـُمنح للإنسان تستمر في تفاعلها طالما أن العقل يدعوها إلى هذا والإستمرار..

    فعندما بلغ الفنان الإيطالي الشهير مايكل أنجلو الستين من عمره، بدأ ينظم القصائد الشعرية، وعندما بلغ السبعين، نجح في إنجاز عمل فني رائع، تمثل في مجموعة التماثيل التي نحتها بيده وأسماها "لوسي والعبيد".

    وبقي هذا الفنان الكبير مبدعا، حتى وافته منيته في عام 1564 عن 89 عاماً. وفي سنوات حياته الأخيرة استطاع أن يتوّج عمله الخلاق في قبة كنيسة القديس بطرس، تلك التي زينها بصوره المشهورة ولوحته الخالدة التي أسماها الدينونة وغير ذلك من الأعمال التي كشفت عن عبقريته..

    عالم ضرير
    قال عالم الفلك الشهير غاليليو 1564-1642، عندما أصيب بالعمى، بعد بلوغه العام الثالث والسبعين: "لا أظن أنني سوف أستسلم لهذا الظلام.. حقا، إنني أرى كل شيء من حولي ظلاماً في ظلام مستمر.. ولكنني أرجو أن أتمكن من الإستمرار في تجاربي.. سأعتمد على ذراع مساعدي في المعمل، وسوف أجزل له العطاء، وأنا واثق من أنه لن يتخلى عني.. فلا بد أن أمضي في تجاربي، لأن الحياة لم تنته بالنسبة لي بعد!"

    وبقي غاليليو بعد هذا خمس سنوات كاملة يجري تجاربه ويباشر نشاطه، مستندا على ذراع صديقه ومساعده في المعمل، الذي ظل يرافقه كظله حتى فارق الحياة!

    مخترع بعد الثمانين
    وعندما توصل العالم الأمريكي الشهير توماس أديسون (1847-1931) إلى اكتشاف نوع جديد من المطاط، قبل وفاته بعام واحد، أي عندما بلغ عامه الثالث والثمانين، جلس يتحدث إلى أصدقائه ويقول: "أرجو أن أنتقل في تجاربي المقبلة إلى مجال جديد.. وقد تستغرق هذه التجارب الجديدة خمس سنوات أو أكثر أو أقل لا أدري، ولكنني عازم على أن أغزو ميداناً جديدا لا يمت إلى الكهرباء بصلة على أية حال".

    يقول الذين عاصروا هذا المخترع الكبير، أنه كان يتميز بذهن صاف وعقل راجح وحيوية فياضة، ولو كان امتد به العمر خمس سنوات أخرى، كما أراد، لاستطاع أن يقدم للبشرية عشرات من الإختراعات والاكتشافات الجديدة!

    وكان فولتير (1694-1778) كاتب فرنسا وفيلسوفها الشهير، شيخا جاوز عامه الثالث والثمانين، عندما كان يسير في شوارع باريس، وجماهير الشعب تحيط به في كل مكان يذهب إليه، وقد امتلأت صدورهم بالحماس، لتلك الكلمات الرائعة التي مضى يكتبها وينشرها عليهم عن الحرية والمساواة.. لقد مضى فولتير يدعو إلى الثورة "الفرنسية" التي لم يعش ليشترك فيها، حتى أخر لحظة من حياته!

    تحدّى المرض
    قال ونستون تشرشل Winston Churchill السياسي الإنكليزي الداهية (1874-1965) عندما نصحه الأطباء بأن يكف عن حضور جلسات مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، وكان قد جاوز عامه السابع والثمانين، قال وقد استبد به غضب هائل: "إنني أفضّل الموت على أن أترك هذا المجلس لهؤلاء الصبية، يعبثون به ما شاء لهم العبث.. ثم من قال لكم أنني مريض. إن المرض وحده لا يكفي لكي يمنعني عن تأدية واجبي نحو بلدي ونحو الناخبين الذين منحوني ثقتهم.. يجب أن أفقد القدرة على الكلام أولا ثم القدرة على السمع، ثانيا، وأخيراً القدرة على الحركة.. عندئذ فقط، قد أفكر في ترك مقعدي في البرلمان، لمن هم أقدر مني!"

    أعظم أعماله
    لقد توقع الشعب الأمريكي أن يعتزل توماس جيفرسون 1743-1826 السياسة، ويركن إلى الهدوء في بيته ومزرعته، بعد أن تولى رئاسة الولايات المتحدة فترتين متتاليتين!

    وقد اعتزل جيفرسون السياسة فعلا، ولكنه لم يتقاعد، ولم يركن إلى الهدوء كما توقعوا.. لقد فوجئوا به يبدأ بعد أن جاوز عامه الستين، في إنجاز أعظم عمل قام به في حياته، على حد وصفه هو له، وهو إنشاء جامعة فرجينيا، التي لا تزال قائمة حتى اليوم، تحمل إسم مؤسسها! ثم ماذا؟ إن التاريخ مليء بالشخصيات التي مضت تعمل وتفكر وتنتج وتبتكر، دون أن تتوقف لحظة لتحسب كم مضى عليها من الزمن في هذا العمل الخلاق.

    نمو العقل ونضجه
    حقيقة، إن الملايين من الرجال والنساء على السواء يضيّعون أفضل سني حياتهم سدى، عندما يشعرون أنهم بلغوا سن التقاعد، نتيجة لتوقفهم عن استخدام عقولهم في أي عمل يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه.. ولكن الذي يبعث على الأمل، هو تلك الأعداد المتزايدة من الرجال ومن النساء أيضا الذين بدأوا يكتشفون من تلقاء أنفسهم، أنه بالرغم من أن نمو جسم الإنسان يكتمل تماما بين سن العشرين والخامس والعشرين، إلا أن العقل يمضي في نموه ونضجه.. وأنه من المؤسف حقا أن نهمل هذه الطاقة الهائلة، فنتركها بين جدران سجنها المظلم حيث يعلوها الصدأ وتهرم وتموت!

    يقول علماء النفس: "إن الشيوخ هم رواد الحياة.. وعندما ندرك هذه الحقيقة تماماً سوف نتمكن من إضافة أبعاد جديدة للحضارة التي نعيشها اليوم!"

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:42 pm