هذه الصبية الفلسطينية الحسناء طالبة في الصف الثاني الثانوي لخصت مأساة الفلسطينييين برسالة مفتوحة وجهتها الى ثلاثة جهات مختلفة قبل ان تفجر نفسها في القدس
الجزء الاول : الى الحكام العرب قائلة "كفاكم تخاذلا"
الجزء الثاني : الى الجيوش العربية التي تتفرج على بنات فلسطين وهن يدافعن عن الاقصى
الجزء الثالث : الى الصهاينة واليهود
وكان والد الفتاة الفلسطينية التي نفذت العملية الاستشهادية في القدس ايات الاخرس (16 عام) يعبر عن فخره واعتزازه بابنته وقال ان جرائم الاحتلال المستمرة هي التي دفعتها لهذا العمل
وكانت جماهير مخيم الدهيشة بمحافظة بيت لحم قد خرجت فور ذيوع النبأ في مظاهرات فرح كبيرة حيث اطلقت النيران ووزعت الحلوى فرحا باستشهاد ابنة المخيم الذي قدم العديد من الاستشهاديين في الفترة الاخيرة وكشفت زميلات ايات انها لم تتخلف عن دوامها المدرسي في مدرسة بيت لحم وعندما غادرت زميلاتها الى بيوتهن تخلفت عن العودة معهن قائلة بان لديها عملا مهما ستنجزه ولم تكن هناك اية شواهد على نوعية هذا العمل سوى ما قامت به من حضن احدى زميلاتها وكأنها تودعهن الوداع الاخير وقالت هذه الزميلة ان ايات انشغلت بالكتابة على ورقة واخفت ذلك عن زميلاتها اللاتي طلبن بدافع الفضول رؤية ما تخطه على تلك الورقة ولكنها قالت انهن سيقرأن ذلك فيما بعد ويعتقد ان ما كانت تخطه ايات هو وصيتها
امتزجت الزغاريد بالبكاء فاليوم عرسها وان لم تلبس الفستان الابيض وتزف الى عريسها الذي انتظر يوم زفافه مدة عام ونصف وارتدت بدل منه بدلة الجندية والكوفية الفلسطينية وتزينت بدمها الاحمر الحر لتحوله الى عرس فلسطيني ليدخل البهجة والفرح على قلب ام كل شهيد وجريح
ففي شهر يوليو القادم كان من المتوقع ان تقيم ايات حفل زفافها كاي فتاة في العالم ولكنها ابت الا ان تزف ببدلة الدم التي لا يزف بها الا امثالها لتصنع مجد شعبها الفلسطيني بنجاحها في قتل واصابة عشرات المحتلين الصهاينة في عملية بطولية ناجحة نفذتها فتاة في قلب الكيان الصهيوني
عرس لا عزاء
وفي بيت متواضع في مخيم الدهيشة اقيم عزاء الشهيدة ايات الاخرس اعتدت(الصحفي وليس انا) ان اسمع صوت العويل والصراخ على العروس التي لم تكتمل فرحتها ولكني فوجئت بصوت الزعاريد والغناء تطرب له الاذان على بعد امتار من المنزل
ووالدة الشهيدة الصابرة المحتسبة تستقبل المهنئات لها وبصعوبة استطعت ان افوز بالحديث معها لتصف لي صباح اخر يوم خرجت فيه ايات من المنزل فقالت :استيقظت ايات مبكرة على غير عادتها وادت صلاة الصبح ثم جلست تقرأ ما تيسر لها من كتاب الله عز وجل وارتدت ملابسها المدرسية واخبرتني انها ذاهبة للمدرسة لتحضر ما فاتها من دروس فاستوقفتها فاليوم الجمعة عطلة رسمية في جميع مدارس الوطن لكنها اخبرتني انه اهم ايام حياتها فدعوت الله ان يوفقها وما كدت اكمل الجملة حتى لاحظت بريق عينيها كأني دفعت بها الامل ووهبتها النجاح في هذه الكلمات فنظرت الي بابتسالمتها المشرقة وقالت:هذا كل ما اريده يا امي ثم ذهبت للمدرسة مه شقيقتها سماح
العلم لاخر رمق
عرفت ايات بتفوقها الدراسي حيث حصلت على تقدير امتياز للفصل الدراسي الاول لهذا العام ورغم معرفتها بموعد استشهادها الا انها اجتهدت في دروسها وقضت طوال ساعات اخر الليل تذاكر دروسها وذهبت الى مدرستها لنحضر اخر درس تعليمي لتؤكد لزميلاتها اهمية العلم الذي اوصتهم به وحول ذلك تؤكد زميلتها في مقعد الدراسة هيفاء انها اوصتها هي وزميلاتها بضرورة الاهتمام بالدراسة والحرص على اتمام مشوارهن التعليمي مهما كانت الظروف وتضيف هيفاء التي ما زالت ترفض تصديق خبر استشهاد ايات :منذ اسبوع تحتفظ ايات بصور للشهداء في مقعدها الدراسي الذي كتبت عليه العديد من الشعارات التي تبين فضل الشهادة والشهداء ولكن لم يدر بخلدي انها تنوي ان تلحق بهم فهي حريصة على تجميع صور الشهداء منذ مطلع الانتفاضة وكانت اشد حرصا على ان تحصد اعلى الدرجات في الدراسة
وداع سماح وحبات الشيكولاتة
وتسنطرد والدة الاخرس بعد ان سقطت دمعة من عينها ابت الا السقوط :وعادت شقيقتها سماح مع تمام العاشرة بدونها فخفت وبدأت دقات قلبي تتصارع والصراع بين صوت العقل الذي ينفي ودقات القلب التي تؤكد قيامها بالعملية الاستشهادية واذ بوسائل الاعلام تعلن عن تنفيذ عملية استشهادية بواسطة فتاة
فتقول الام وقد اختنقت عبراتها:فعلمت ان ايات ذهبت بلا عودة واصبحت عروس فلسطين فقد كانت تصر على ان تنتقم لكل من عيسى فرح وسائد عيد اللذين استشهدا اثر قصف صاروخي لمنزلهم المجاور لنا اما شقيقتها سماح فقدت وعيها فور سماعها نبأ استشهاد شقيقتها رغم علمها المسبق بنيتها تنفيذ عمليتها البطولية وتصف لنا لحظات الوداع الاخير لها فتقول:رايت وجهها يتلألأ فرحا وهي تعطيني حبات الشيكولاتة وهي تقول لي: صلي واسألي الله التوفيق وقبل ان اسالها على ماذا قالت لي اليوم ستبشرين احلى بشارة فاليوم احلى ايام عمري
هل تريدين مني ان اوصل سلامك لاحد؟
فرددت عليها باستهزاء سلمي لي على الشهيدين محمود وسائد لاني على يقين انها لن تنفذ عمليتها البطولية وسلمت علي سلاما حارا وذهبت لفصلها ولكن هنيئا لها الجنة والشهادة
عروستي لغيري
انا شادي ابو اللبن زوج ايات النتظر فقبل ساعات قليلة من استشهادها كانا يحلقان معا في احلام بيت الزوجية الذي لم ينتهيا منه وكيف سيربيا اطفالهما ليحرروا المسجد الاقصى
ولكن فجأة وبدون مقدمات سقط شادي من فضاء احلامه الى كابوس الاحتلال وزفت عروسه الى غيره واصبحت عروس فلسطين وقد تمنى ان يستشهدا معا ولكنه قال انهما باذن الله سيلتقيان في الجنة
وستبقى عروس فلسطين ايات الاخرس مثلا لكل شاب وفتاة فلسطيني ينقب عن الامان بين ركام المذابح الصهيونية ويدفع دمه وروحه ثمنا لهذا الامن
