يقضي أطفالنا ساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون خاصة في العطلة الصيفية وانتهاء الدوام المدرسي لمشاهدة برامجهم المفضلة وهي أفلام الكرتون وكل ذلك يكون أمام أعين الأهل دون أن ينتبهوا إلى مشاهد العنف في تلك البرامج ومدى تأثر الصغار بتلك الرسوم المتحركة
لدرجة تشبههم بشخصيات تلك الأفلام المتحركة والتي تؤذي المشاعر أكثر من الكلمات والحقيقة أن تلك المشاهد تشكل مصدراًُ للقلق حيث يتخيل الطفل نفسه وكأنه البطل في ذلك البرنامج الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى كثرة هواجسهم وتثير العدوانية لديهم وتخل في توازنهم النفسي والاجتماعي .
ويؤكد علماء النفس أن العنف على الشاشة يمكن أن يحيى ذكريات تجربة أليمة قد يكون مر بها الشخص فتعود إليه مجدداً مشاعر الخوف والقلق من الصدمة ويكون الأطفال الذين يتميزون بإحساس مرهف أو يعانون خوفاً مرضياً أكثر متأثراً بمشاهد العنف لأن الوالد ومهما كان متزناً فهو يبقى عرضة للاضطرابات النفسية عند مواجهة أحداث أليمة كالفشل الدراسي أو انفصال الوالدين أو الوفاة العائلية .
والحقيقة أن المشكلة تكمن في أن البرامج العربية أصبحت تنحو منحى البرامج الأجنبية في ضخ الكثير من العنف في البرامج التي يعدونها وذلك بسبب جذب الطفل إلى تلك البرامج وبالتالي تحقيق المكاسب المادية دون الأخذ بعين الاعتبار أية عوامل اجتماعية أو إنسانية تجاه أطفالنا ومجتمعنا وما يزيد الطين بلة أن كتابنا الحقيقيين في هذا المجال مقصرون وبشكل كبير في ذلك وسلوكهم الطريق الأسهل وهو كتابة البرامج ذات العنف والحركة والقتل الأمر الذي يفرض على الأهالي مراقبة أولادهم في مشاهدتهم لتلك البرامج وتشجيعهم على البرامج الأخرى التي تحض على القيم والمثل والأخلاق النبيلة وتعلمهم عاداتنا وتقاليدنا وتحثهم على المزيد من اكتساب الثقافة والمعرفة خاصة أن هناك بعض القنوات الجادة التي تصب في هذا المنحى .
