السؤال: ما الحكمة من نزول القرآن الكريم في شهر رمضان دون غيره؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عزت عطية الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. يقول:
احتل شهر رمضان المبارك منزلة جليلة في الإسلام لما نزل فيه من القرآن الكريم الذي يهدي للتي هي أقوم.
ولقد فضل الله تعالي بعض الشهور علي بعض. كما فضل بعض الأماكن علي بعض. وكذلك الأفراد فبعضهم غني وبعضهم فقير وبعضهم قوي وبعضهم ضعيف ومنهم المؤمنون وغير المؤمنين.. وقد اصطفي الله عز وجل - أشخاصاً من خلقه. وجعل منهم أنبياء واجتباهم. قال الله تعالي "الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب".
ومن هنا كان تفضيل شهر رمضان بنزول القرآن الكريم ليس بدعاً من التفضيل. بل هي سنة الله تعالي الجارية في خلقه ليظهر بديع صنعه ووحدة تدبيره وانفراده بالاختيار والخلق.
ويفهم من ذلك أن التفضيل في الأشياء ليس لذاتها. بل لما ينعم الله تعالي به عليها. فلا يقول غير فاضل: لماذا لم أفضل؟ ولا يقال لفاضل: لماذا فضلك الله؟
فإذا ظهر التفضيل الإلهي لمخلوق وجب احترامه والقيام بما يقتضيه هذا التفضيل.
فكما نتأدب مع القرآن الكريم ونحذر مخالفته ونطلب شهادته لنا بالخير. كذلك يكون الأمر مع رمضان وقد امتن الله علينا بالصيام فيه دون غيره من الشهور لننعم بثواب الصيام. قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد. يقول الصيام: منعته الطعام والشراب فشفعني فيه ويقول القرآن: منعته النوم والراحة فشفعني فيه. قال فيشفعان".
وذلك يدل علي أنه إذا فرط العبد في شيء منهما شهدا عليه عند الله تعالي. وطالبا بحقهما منه. فهما خصمان للمفاسد. وسندان للمطيع. وفوق ذلك فإن نزول القرآن يعني بداية الخير الدائم واتصال السماء بأهل الأرض إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
والله أعلم .