لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس!!!
هكذا زخرفوا لنا الحياة بهذه العناوين العريضة والشعارات الضخمة حتى تصورنا أننا نستطيع اختراق كل صعب وخوض كل مستحيل...
كنا صغاراً والدنيا في نظرنا حديقةٌ غناء همنا فيها اللعب واللهو, سعادتنا العظمى نجدها في دمىً ولعب يقدمها لنا الكبار, يخدعوننا وكذلك أنفسهم يخدعون!
كبرنا ودخلنا في خضم بحرٍ لجي متلاطم الموج إنه (بحر الحياة)...
ظننا باديء الأمر أننا سنتمكن من الابحار بسلام بالرغم من كل الصعوبات, لأنهم هكذا صوروا لنا الحياة صغاراً...
وواصلنا الرحلة وفي كل لحظة كنا نفقد المزيد من الآمال ونواجه الكثير من دواعي اليأس حتى رأيناها تلك الشعارات تتهاوى أمامنا في انكسار تاركةً قلوباً مجروحة وآمالاً مذبوحة...
عجباً كيف تتحول الأحلام الساكنة للقلوب والأماني المحلقة بالعقول بين عشيةٍ وضحاها إلى كوابيس مؤلمة تقض المضاجع وتهز النفوس!
بل وعجباً كيف تتحول نظرة الأمل الجميلة في عيون الطفولة البريئة إلى نظرة باهتة كسيرة حزينة...
ليت شعري لماذا يبحث المرء في زمنٍ تعالت فيه معاني الأنانية والطمع والكره وكيف وسط كل الظلام المحيط بنا يبحث المرء عن بصيصٍ من نور ذلك البصيص الكاذب الذي لطالما خُدِعنا بوجوده!!!
قالوا لنا : مهما كان الظلام حالكاً ومهما طال الليل فلابد للشمس من إشراقةٍ تبدد الألم وترسم البسمة...
المضحك في هذا كله شيءٌ واحد,
الشمس تشرق حقاً كل صباح والظلام من حولنا يتبدد لكن كل إشراقةٍ للشمس تزيد من عمرنا يوماً وتزيد معها أطنانٌ من الأثقال الجاثمة على قلوبنا