خطة الخداع الكبرى والتمهيد للحرب
تبدأ خطة الخداع في اوائل شهر يوليو 1971 عندما طلب الرئيس السادات عقد اجتماع خاص
يضم
كل رؤساء الأقسام في جهاز المخابرات وقائد الجيش ومستشار الرئيس للأمن القومي ورئيس المخابرات العسكرية
وفى هذا الاجتماع أوضح لهم السادات انه قرر خوض حرب لتحرير سيناء
وطلب منهم ضرورة وضع خطة بالغة الدقة والسرية للتمويه على جهاز المخابرات الاسرائيلى وخداعة
ومن هنا بدأت المعركة الفعلية فكان يجب دراسة كل خطوة بمنتهى الدقة والاهتمام بحيث لا يشعر بها العدو أو أجهزة المخابرات الأخرى
وكان هدف تلك الخطوات إعداد الجيش للحرب
وبدأت خطة الخداع
1. ففي عام 1972 هطلت على القاهرة أمطار غزيرة أدت إلى تعطيل الحياة وحركة المرور وقطع خطوط الاتصال بحيث أصاب القاهرة شلل تام
استغل الرئيس السادات هذه الحادثة وأشار فى معرض لحديث له قائلا بأن الحرب ستؤدى حتما لتخريب أكثر بشاعة وهو الطعم الذى ابتلعته إسرائيل محللة ذلك على أن السادات واثق من أن أية حرب قادمة ستمتد إلى العاصمة وهو ما ينفى فكرة قيام تلك الحرب
2. وفى نفس هذا العام أعلن الرئيس السادات عن انه سوف يقوم بالحرب فى هذا العام
وقد اتخذت إسرائيل لذك استعدادات قصوى من تعبئة عامة وغيرها وبالطبع كانت تكاليف تلك التعبئة العامة باهظة ثم ينتظرون الحرب ولا شيء يحدث
ولقد كرر الرئيس السادات هذه الخدعة أكثر من مرة
لذلك وقبيل بدأ الحرب ورغم رصد إسرائيل فى الساعات الأخيرة قبل الحرب نشاطا عسكريا مصريا إلا أن قادتها لم يتخذوا أية قرارات مشككين فى نية السادات فى خوض حرب معتبرين ذلك خدعة أخرى
أو أنها مناورة أخرى من تلك المناورات التى يقوم بها الجيش المصري للتدريب على عبور القناة
3. أيضا ظهرت مشكلة تدريب الجنود على خطة العبور دون أن يتم كشفها
لذلك فقد أحيطت مناطق التدريب بعدد من الخيام والأكشاك الخشبية المتهالكة ووضع أمامها لافتة مكتوب عليها المؤسسة المصرية لاستصلاح الأراضي
لذلك تجاهل العدو هذه المواقع خصوصا بعد رصد المراقبة الجوية لعربات قديمة تابعة للشركة موجودة فى تلك المواقع
4. قبيل الحرب كان على القيادة نقل الدبابات والمعدات الثقيلة إلى الخطوط الأمامية دون إثارة شكوك العدو
لذلك فقد تم نقل ورش الإصلاح إلى الخطوط الأمامية ثم أخذت الدبابات تصاب باعطاب أثناء التدريبات فكان من الطبيعي نقلها إلى الخطوط الأمامية لإصلاحها
ولكن ما إن قامت الحرب حتى فوجىء العدو بأنها سليمة
5. ظهرت نفس مشكلة الدبابات مع معدات العبور فكيف يتم نقلها إلى الخطوط الأمامية وبأي سبب فأي كشف للعدو لتلك المعدات كان يعنى نسف الحرب تماما
لذلك فقد تم استيراد تلك المعدات من الخارج بكميات اكثر من تلك التى تحتاجها القوات بالفعل
ثم ألقيت بإهمال على رصيف ميناء الإسكندرية
بعد ذلك بفترة تم نقلها فى سيارات مكشوفة إلى منطقة صحراوية بحلوان حيث كانت العبقرية
فقد تم بناء مساطب عالية تم وضع معدات العبور التي لم تكن سوى الزائدة عن احتياجات الجيش فوقها فبدت اكبر عدة أضعاف من حجمها الطبيعي
فيما كانت سيارات نقل لشركة خاصة تنقل باقي المعدات إلى الخطوط الأمامية حيث تم تخزينها فى هياكل خشبية واضحة لدبابات وعربات مصفحة وعربات رادار مخفية داخل حفر بطريقة ساذجة
وكان قادة العدو يضحكون من أولئك المصريون معتقدين أن خطة المصرين تقضى بخداعهم بان تلك الهياكل حقيقية
حتى إذا ما جاء يوم الحرب خرج من قلب تلك الهياكل القوارب المطاطية والأجهزة العائمة
6. عادة بعد نشوء الحروب ترتفع استهلاك المصابيح اليدوية أثناء فترات الظلام الإجباري
لذلك وقبيل بدء الحرب تم تنفيذ عملية تهريب لبضائع عبارة عن مصابيح يدوية وإمعانا في خطة الخداع قامت الشرطة المصرية بالقبض على المهربين الذين لم يكونوا سوى ضباط ومصادرة المهربات وتم طرحها فى الأسواق
7. كان مقدرا انه فى مراحل العبور الأولى سوف تكون الخسائر البشرية مرتفعة لذلك وجب إخلاء المستشفيات لاستقبال الجرحى دون إثارة شكوك العدو
وتنفيذا للخطة اكتشف طبيب بمستشفى الدمرداش أن ميكروب التيتانوس يلوث معظم العنابر
وعلى الفور تم إخلاء المستشفى
وفى صباح اليوم التالي تم تساءلت جريدة الأهرام عما إذا كان هذا الميكروب أصاب مستشفيات أخرى أم لا
فتم تشكيل لجان لفحص المستشفيات وبالطبع اكتشف الميكروب فى المستشفيات المراد إخلائها
أما مع بداية شهر أكتوبر عام 1973 فقد وصلت خطة الخداع ذروتها
1.فتم الإعلان فى الصحف عن رحلات عمرة للضباط والجنود
2.وجه المشير (احمد إسماعيل) الدعوة لوزير الدفاع الروماني لزيارة مصر يوم الاثنين 8 أكتوبر وأعلن عن ذلك بصفة رسمية
3.فى نفس التوقيت تقريبا أعلن بصفة رسمية عن زيارة الأميرة الإنجليزية (مارجريت ) لمصر صباح 7اكتوبر
4.أعطيت الأوامر للجنود بان يلعبوا الكرة على شاطىء القناة وان يمصوا القصب وان يظهروا بمظهر اللامبالاة
5.أعلن عن زيارة قائد القوات الجوية اللواء(محمد حسنى مبارك) إلى ليبيا يوم الجمعة 5 أكتوبر إلا انه حالت ظروف قهرية دون ذلك وتم تأجيل الزيارة إلى عصر اليوم التالي 6اكتوبر
وقد ساهمت خطط الخداع تلك عن تردد القيادات فى إسرائيل وعدم حسمها لأمرها هل مصر ستخوض الحرب أم لا حتى اندلعت الحرب وفوجيء بها الإسرائيليون
ولعلك لاحظت معى مدى البساطة التى خدع بها الإسرائيليون فكان الزهو بالذكاء والثقة الذائدة فى النفس هما من قتلوا إسرائيل فى حرب 73
أما المصريون الذين كانوا يفكرون بعقولهم فقد ابتكروا من ابسط الأساليب أعظم خطة خداع
تبدأ خطة الخداع في اوائل شهر يوليو 1971 عندما طلب الرئيس السادات عقد اجتماع خاص
يضم
كل رؤساء الأقسام في جهاز المخابرات وقائد الجيش ومستشار الرئيس للأمن القومي ورئيس المخابرات العسكرية
وفى هذا الاجتماع أوضح لهم السادات انه قرر خوض حرب لتحرير سيناء
وطلب منهم ضرورة وضع خطة بالغة الدقة والسرية للتمويه على جهاز المخابرات الاسرائيلى وخداعة
ومن هنا بدأت المعركة الفعلية فكان يجب دراسة كل خطوة بمنتهى الدقة والاهتمام بحيث لا يشعر بها العدو أو أجهزة المخابرات الأخرى
وكان هدف تلك الخطوات إعداد الجيش للحرب
وبدأت خطة الخداع
1. ففي عام 1972 هطلت على القاهرة أمطار غزيرة أدت إلى تعطيل الحياة وحركة المرور وقطع خطوط الاتصال بحيث أصاب القاهرة شلل تام
استغل الرئيس السادات هذه الحادثة وأشار فى معرض لحديث له قائلا بأن الحرب ستؤدى حتما لتخريب أكثر بشاعة وهو الطعم الذى ابتلعته إسرائيل محللة ذلك على أن السادات واثق من أن أية حرب قادمة ستمتد إلى العاصمة وهو ما ينفى فكرة قيام تلك الحرب
2. وفى نفس هذا العام أعلن الرئيس السادات عن انه سوف يقوم بالحرب فى هذا العام
وقد اتخذت إسرائيل لذك استعدادات قصوى من تعبئة عامة وغيرها وبالطبع كانت تكاليف تلك التعبئة العامة باهظة ثم ينتظرون الحرب ولا شيء يحدث
ولقد كرر الرئيس السادات هذه الخدعة أكثر من مرة
لذلك وقبيل بدأ الحرب ورغم رصد إسرائيل فى الساعات الأخيرة قبل الحرب نشاطا عسكريا مصريا إلا أن قادتها لم يتخذوا أية قرارات مشككين فى نية السادات فى خوض حرب معتبرين ذلك خدعة أخرى
أو أنها مناورة أخرى من تلك المناورات التى يقوم بها الجيش المصري للتدريب على عبور القناة
3. أيضا ظهرت مشكلة تدريب الجنود على خطة العبور دون أن يتم كشفها
لذلك فقد أحيطت مناطق التدريب بعدد من الخيام والأكشاك الخشبية المتهالكة ووضع أمامها لافتة مكتوب عليها المؤسسة المصرية لاستصلاح الأراضي
لذلك تجاهل العدو هذه المواقع خصوصا بعد رصد المراقبة الجوية لعربات قديمة تابعة للشركة موجودة فى تلك المواقع
4. قبيل الحرب كان على القيادة نقل الدبابات والمعدات الثقيلة إلى الخطوط الأمامية دون إثارة شكوك العدو
لذلك فقد تم نقل ورش الإصلاح إلى الخطوط الأمامية ثم أخذت الدبابات تصاب باعطاب أثناء التدريبات فكان من الطبيعي نقلها إلى الخطوط الأمامية لإصلاحها
ولكن ما إن قامت الحرب حتى فوجىء العدو بأنها سليمة
5. ظهرت نفس مشكلة الدبابات مع معدات العبور فكيف يتم نقلها إلى الخطوط الأمامية وبأي سبب فأي كشف للعدو لتلك المعدات كان يعنى نسف الحرب تماما
لذلك فقد تم استيراد تلك المعدات من الخارج بكميات اكثر من تلك التى تحتاجها القوات بالفعل
ثم ألقيت بإهمال على رصيف ميناء الإسكندرية
بعد ذلك بفترة تم نقلها فى سيارات مكشوفة إلى منطقة صحراوية بحلوان حيث كانت العبقرية
فقد تم بناء مساطب عالية تم وضع معدات العبور التي لم تكن سوى الزائدة عن احتياجات الجيش فوقها فبدت اكبر عدة أضعاف من حجمها الطبيعي
فيما كانت سيارات نقل لشركة خاصة تنقل باقي المعدات إلى الخطوط الأمامية حيث تم تخزينها فى هياكل خشبية واضحة لدبابات وعربات مصفحة وعربات رادار مخفية داخل حفر بطريقة ساذجة
وكان قادة العدو يضحكون من أولئك المصريون معتقدين أن خطة المصرين تقضى بخداعهم بان تلك الهياكل حقيقية
حتى إذا ما جاء يوم الحرب خرج من قلب تلك الهياكل القوارب المطاطية والأجهزة العائمة
6. عادة بعد نشوء الحروب ترتفع استهلاك المصابيح اليدوية أثناء فترات الظلام الإجباري
لذلك وقبيل بدء الحرب تم تنفيذ عملية تهريب لبضائع عبارة عن مصابيح يدوية وإمعانا في خطة الخداع قامت الشرطة المصرية بالقبض على المهربين الذين لم يكونوا سوى ضباط ومصادرة المهربات وتم طرحها فى الأسواق
7. كان مقدرا انه فى مراحل العبور الأولى سوف تكون الخسائر البشرية مرتفعة لذلك وجب إخلاء المستشفيات لاستقبال الجرحى دون إثارة شكوك العدو
وتنفيذا للخطة اكتشف طبيب بمستشفى الدمرداش أن ميكروب التيتانوس يلوث معظم العنابر
وعلى الفور تم إخلاء المستشفى
وفى صباح اليوم التالي تم تساءلت جريدة الأهرام عما إذا كان هذا الميكروب أصاب مستشفيات أخرى أم لا
فتم تشكيل لجان لفحص المستشفيات وبالطبع اكتشف الميكروب فى المستشفيات المراد إخلائها
أما مع بداية شهر أكتوبر عام 1973 فقد وصلت خطة الخداع ذروتها
1.فتم الإعلان فى الصحف عن رحلات عمرة للضباط والجنود
2.وجه المشير (احمد إسماعيل) الدعوة لوزير الدفاع الروماني لزيارة مصر يوم الاثنين 8 أكتوبر وأعلن عن ذلك بصفة رسمية
3.فى نفس التوقيت تقريبا أعلن بصفة رسمية عن زيارة الأميرة الإنجليزية (مارجريت ) لمصر صباح 7اكتوبر
4.أعطيت الأوامر للجنود بان يلعبوا الكرة على شاطىء القناة وان يمصوا القصب وان يظهروا بمظهر اللامبالاة
5.أعلن عن زيارة قائد القوات الجوية اللواء(محمد حسنى مبارك) إلى ليبيا يوم الجمعة 5 أكتوبر إلا انه حالت ظروف قهرية دون ذلك وتم تأجيل الزيارة إلى عصر اليوم التالي 6اكتوبر
وقد ساهمت خطط الخداع تلك عن تردد القيادات فى إسرائيل وعدم حسمها لأمرها هل مصر ستخوض الحرب أم لا حتى اندلعت الحرب وفوجيء بها الإسرائيليون
ولعلك لاحظت معى مدى البساطة التى خدع بها الإسرائيليون فكان الزهو بالذكاء والثقة الذائدة فى النفس هما من قتلوا إسرائيل فى حرب 73
أما المصريون الذين كانوا يفكرون بعقولهم فقد ابتكروا من ابسط الأساليب أعظم خطة خداع