ذكرت تقارير صحفية مصرية إن مرض إنفلونزا الخنازير بدأ يكثف هجومه خاصة بين طلاب المدارس في ظل أنباء تتحدث عن عزم الحكومة المصرية تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات في حالة تفشي وباء إنفلونزا الخنازير وزيادة معدلات الإصابة والوفيات بين الطلاب.
وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت ارتفاع ملحوظ لعدد الإصابات بالمرض لتصل امس الاربعاء الى اعلى معدلاتها منذ الاعلان عن اول اصابة بالمرض في مصر في شهر ابريل/نيسان الماضي.
فقد أعلنت وزارة الصحة المصرية الاربعاء اكتشاف 59 حالة اصابة جديدة بفيروس ايه (اتش 1 ان 1) المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير من بينهم 27 حالة بالمدارس بمحافظات القاهرة وحلوان والجيزة والبحيرة ، و4 حالات بالجامعات.
وفيما يتعلق بباقى حالات امس من غير الطلبة فهم 28 حالة ، منهم 21 حالة مصرية الجنسية، ومقيمة، و4 حالات روسية قادمين من روسيا، وحالتين بولنديتين قادمتين من انجلترا، وحالة انجليزية قادمة من انجلترا.
كانت مصادر مسئولة بوزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي قد كشفت عن تزايد احتمالات تأجيل الدراسة بالمدارس والجامعات خلال نوفمبر الحالي بعد تفاقم المعدلات اليومية لإصابة التلاميذ بمرض إنفلونزا الخنازير.
ونقلت صحيفة "الوفد" المصرية المعارضة عن المصادر قولها: ان هناك تنسيقا حاليا مع وزارة الصحة لتحديد موعد تأجيل الدراسة، والفترة الزمنية المطلوبة للإغلاق، وإزالة أسباب وانتشار المرض بين التلاميذ.
فقد تلقي الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم أمس تقريرا من الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة حول الموقف المرضي بالمدارس، وأعداد المصابين ومعدلات الإصابة اليومية، وأعداد المدارس والفصول الدراسية التي تقرر إغلاقها منذ بداية العام الدراسي وحتي الآن.
وأكد التقرير تصاعد معدلات الإصابة من 3 حالات يوميامع بداية العام الدراسي الي أكثر من 27 حالة حاليا.
أوضح التقرير أن تخطي المعدلات الطبيعية للإصابة بالمدارس ينذر بانتشار الإصابة وتفشي حالات الاشتباه بين التلاميذ.
وكانت المدارس قد أجرت امتحانات للتلاميذ في الأجزاء التي تم تدريسها منذ بداية العام الدراسي وحتي الآن تحسبا لتأجيل الدراسة خلال الشهر الحالي أو مع بداية ديسمبر القادم.
من ناحية اخرى، انتقد خبراء مصريون في التعليم اتجاه الحكومة لتعليق الدراسة وغلق المدارس رغم أن نسبة الإصابات لم تتعد واحد من كل مائة ألف.. فضلاً عن عدم حدوث وفيات بين الطلاب المصابين، بعد إعلان وزير الصحة أن طالب حلوان لم يلق حتفه بسبب إصابته بإنفلونزا الخنازير.
وقال شريف عمر- رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب- لصحيفة "الدستور" المصرية المستقلة: "موضوع تأجيل الدراسة حساس جداً ولا يتم اتخاذه إلا بناءً علي معايير تخص العملية التعليمية، والواضح أن عدد الإصابات قليل ويمكن السيطرة عليه، والأمر لا يحتاج سوي لمراقبة شديدة في جميع المدارس وتكثيف المتابعات اليومية وملاحظة جميع الطلاب، وفي النهاية الأمر في يد وزير التعليم وسيتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب".
من جانبه، قال د.حسام عزب- الأستاذ بتربية عين شمس-: يجب أن يتم اتخاذ القرار بحكمة وبناء علي رصد ما يحدث في المدارس، لأن في هذه المشكلة الواقع يفرض نفسه ولا يجب أن تترك تأجيل الدراسة لمن يقيمون مؤتمرات وندوات ولكن لمن يتخذون القرار بناءً علي دراسات".
بينما يري كمال مغيث- الخبير التعليمي- أنه لا داعي مطلقاً لتأجيل الدراسة في الوقت الحالي لأن مرض إنفلونزا الخنازير لم يتحول لوباء بالمدارس وعدد الإصابات مازال قليلاً جداً بالنسبة لعدد الطلاب في مصر، وأضاف مغيث: أن تأجيل الدراسة يعني اعترافاً من الوزارة بأنه علي كل شخص أن يعلم نفسه بنفسه.. والمشكلة كلها في أن سياسات الوزارة بشأن المرض لم تكن مدروسة تماماً وهو ما أدي لغياب الطلاب والمدرسين دون أي محاسبة، لأن الوزارة أعلنت في البداية أنها لن تحاسب أحداً علي الغياب كما أنها قلصت الحصص الدراسية وبالتالي لن يتم محاسبة المدرسين علي شرح المناهج بجدية
.
"الصحة العالمية" تحذر
يأتي هذا في الوقت الذي حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من إمكانية أن تكون المدارس والجامعات والمعاهد بالإضافة إلى مراكز رعاية الأطفال هى الساحات المحتملة لتفشى فيروس أنفلونزا الخنازير.
وشددت المنظمة على أن وزارات الصحة هى وحدها التى يمكنها تقرير ما إذا كانت هناك حاجة إلى وصف الأدوية المضادة للفيروسات لشخص لديه أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا، وقالت إن قيام شخص من تلقاء نفسه بشراء أدوية مضادة للفيروسات، خاصة من موردين غير معروفين أو غير معتمدين قد يؤدى إلى الحصول على أدوية رديئة أو مغشوشة أو منتهية الصلاحية تعرض صحتهم لأخطار جسيمة.
وأشار بيان المنظمة إلى أنه من المهم أيضاً معرفة أن الاستعمال غير الرشيد للأدوية المضادة للفيروسات قد يزيد من خطر اكتساب الفيروسات مقاومة ضد الأدوية.
وأوضح البيان ، والذي نشرته "المصري اليوم"، أنه ليس كل شخص تظهر عليه أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا هو بالضرورة مصاب بتلك العدوى ولدى الأطباء والسلطات الصحية معايير وتعريف واضح لحالة الجائحة، كما ينبغى على الناس أن يظلوا حذرين وإذا تطلب الأمر إجراء اختبارات فسوف يتم ذلك فى مختبرات معتمدة من السلطات الصحية ولديها المواد والتقنيات والخبرات اللازمة لإجراء تلك الاختبارات.