مخاوف بدأت ترقى إلى حد التأكيدات تنذر بغياب الجماهير المصرية الحقيقية التى يحتاجها المنتخب الوطنى فى مباراته المصيرية أمام نظيره الجزائرى المقرر لها السبت المقبل، التى ستحسم نتيجتها حلم جيل بأكلمه، بل شعب يبلغ تعداده ما يزيد على 80 مليون مواطن فى بلوغ البطولة الأغلى، والأشهر فى التاريخ وهى كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وهى البطولة نفسها أيضا التى غابت عنها شمس الفراعنة منذ المشاركة الأخيرة فى مونديال إيطاليا 1990 من أصل مشاركتين فى تاريخ الكرة المصرية.
الجماهير المصرية التى احتشدت مع الساعات الأولى لصباح أمس الأربعاء وهو أول يوم تم فيه طرح تذاكر المباراة أمام اتحاد الكرة والمنافذ التى حددها لبيع التذاكر، لم تنجح محاولاتها الحثيثة للحصول على تذكرة واحدة، ليفاجؤوا بتسريب التذاكر من الأبواب الخلفية إلى "محاسيب" ومعارف أعضاء الجبلاية دون مراعاة لمشاعر الجماهير الحقيقية التى جاءت من مختلف محافظات مصر تلهث وراء تذكرة واحدة تدفع فيها "دم قلبها"، وليس لها أى مصلحة من وراء ذلك سوى مؤازرة المنتخب الوطنى والوقوف لجواره فى موقعته المصيرية أمام الجزائر، من منطلق حب الوطن وتلبية ندائه وقت الحاجة حتى لو كان ذلك على حساب قوت يومه.
سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، الذى عقد اجتماعا قبل أيام مع رؤساء روابط تشجيع الأندية المصرية وروابط "الألتراس" بكل انتماءاتها، ووعدهم خلالها بتوفير تذاكر لهم لقيادة باقى الجماهير فى المدرجات للتشجيع المثالى والحماسى معا، لم يف بوعوده لهم ولم تحصل روابط المشجعين على تذاكر المباراة حتى الآن، وهو ما ينذر باحتمال غيابهم عن المباراة التى سيكون للجمهور فيها أكبر الأثر لزلزلة أرض الملعب تحت أقدام المنافس وإخراجه عن تركيزه.
"اليوم السابع" تلقت خلال الساعات القليلة الماضية سيلا من الاتصالات التليفونية من الجماهير المصرية العادية ورؤساء وأعضاء روابط الأندية و"الألتراس" أكدوا خلالها أنهم أعدوا العدة لتشجيع المنتخب داخل الإستاد، أحضروا اللافتات والهتافات، ولكن لم يتبق فقط سوى التذاكر التى بدونها سيكون كل ذلك بلا قيمة وبلا داعى، وبذلوا محاولات عديدة لشراء التذاكر، ولكنهم لم يستطيعوا إيجادها فى أى مكان حتى ولو السوق السوداء.
ما نريد أن نقوله إن الجمهور المصرى الحقيقى بات مهددا بالغياب عن مباراة مصر والجزائر المصيرية، وبالتالى فالمنتخب الوطنى أيضا مهدد بفقدان أبرز وأهم سلاح له فى معركته أمام الجزائر وهو الجمهور الحقيقى القادر على إلهاب حماس اللاعبين وقلب موازين المباراة، كما حدث معنا فى مباراة الذهاب بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة التى استطاع خلالها الجزائريون أن يرهبوا لاعبينا قبل وأثناء المباراة، حتى تحقق لهم ما أرادوا وفازوا على بطل أفريقيا بثلاثة أهداف مقابل هدف.
اليوم السابع