[ بسم الله الرحمن الرحيم ]
تفسير سورة البقرة .
خمسة وعشرون
ألفا وخمسمائة حرف ، وستة آلاف ومائة وعشرون كلمة ، ومائتان وستة وثمانون
آية في عدد الكوفي وعدد علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ذكر ما ورد في فضلها :
قال
الإمام أحمد : حدثنا عارم ، حدثنا معتمر ، عن أبيه ، عن رجل ، عن أبيه ،
عن معقل بن يسار ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : البقرة سنام
القرآن وذروته ، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا ، واستخرجت : (الله لا
إله إلا هو الحي القيوم ) [ البقرة : 255 ] من تحت العرش ، فوصلت بها ، أو
فوصلت بسورة البقرة ، و " يس " : قلب القرآن ، لا يقرؤها رجل يريد الله
والدار الآخرة إلا غفر له ، واقرءوها على موتاكم ، انفرد به أحمد.
وقد
رواه أحمد - أيضا - عن عارم ، عن عبد الله بن المبارك ، عن سليمان التيمي
عن أبي عثمان - وليس بالنهدي - عن أبيه ، عن معقل بن يسار ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرءوها على موتاكم يعني : يس .
فقد
بينا بهذا الإسناد معرفة المبهم في الرواية الأولى . وقد أخرج هذا الحديث
على هذه الصفة في الرواية الثانية أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه .
وقد
روى الترمذي من حديث حكيم بن جبير ، وفيه ضعف ، عن أبي صالح ، عن أبي
هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل شيء سنام ، وإن
سنام القرآن البقرة ، وفيها آية هي سيدة آي القرآن : آية الكرسي .
وفي
مسند أحمد وصحيح مسلم والترمذي والنسائي ، من حديث سهيل بن أبي صالح ، عن
أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تجعلوا
بيوتكم قبورا ، فإن البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان
وقال الترمذي : حسن صحيح . [ ص: 150 ]
وقال أبو عبيد القاسم بن
سلام : حدثني ابن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن
سنان بن سعد ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه .
سنان بن سعد ، ويقال بالعكس ، وثقه ابن معين واستنكر حديثه أحمد بن حنبل وغيره .
وقال
أبو عبيد : حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي
الأحوص ، عن عبد الله ، يعني ابن مسعود ، قال : إن الشيطان يفر من البيت
الذي يسمع فيه سورة البقرة . ورواه النسائي في اليوم والليلة ، وأخرجه
الحاكم في مستدركه من حديث شعبة ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد ، ولم
يخرجاه .
وقال ابن مردويه : حدثنا أحمد بن كامل ، حدثنا أبو
إسماعيل الترمذي ، حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال ، حدثني أبو بكر بن أبي
أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن عجلان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي
الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ، ويدع سورة البقرة
يقرؤها ، فإن الشيطان يفر من البيت تقرأ فيه سورة البقرة ، وإن أصفر
البيوت ، الجوف الصفر من كتاب الله .
وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة ، عن محمد بن نصر ، عن أيوب بن سليمان ، به .
وروى
الدارمي في مسنده عن ابن مسعود قال : ما من بيت تقرأ فيه سورة البقرة إلا
خرج منه الشيطان وله ضراط . وقال : إن لكل شيء سناما ، وإن سنام القرآن
سورة البقرة ، وإن لكل شيء لبابا ، وإن لباب القرآن المفصل . وروى - أيضا
- من طريق الشعبي قال : قال عبد الله بن مسعود : من قرأ عشر آيات من سورة
البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة ، أربع من أولها وآية
الكرسي وآيتان بعدها وثلاث آيات من آخرها وفي رواية : لم يقربه ولا أهله
يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق .
وعن
سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل شيء سناما ،
وإن سنام القرآن البقرة ، من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث
ليال ، ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله [ ص: 151 ] الشيطان ثلاثة أيام .
رواه أبو القاسم الطبراني ، وأبو حاتم ، وابن حبان في صحيحه .
وقد
روى الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه من حديث عبد الحميد بن جعفر ، عن سعيد
المقبري ، عن عطاء مولى أبي أحمد ، عن أبي هريرة ، قال : بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذوو عدد ، فاستقرأهم فاستقرأ كل واحد منهم ،
يعني ما معه من القرآن ، فأتى على رجل من أحدثهم سنا ، فقال : ما معك يا
فلان ؟ قال : معي كذا وكذا وسورة البقرة ، فقال : أمعك سورة البقرة ؟ قال
: نعم . قال : اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم : والله ما منعني أن
أتعلم البقرة إلا أني خشيت ألا أقوم بها . فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : تعلموا القرآن واقرءوه ، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به
كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من تعلمه ، فيرقد وهو في
جوفه ، كمثل جراب أوكي على مسك .
هذا لفظ رواية الترمذي ، ثم قال
: هذا حديث حسن . ثم رواه من حديث الليث ، عن سعيد ، عن عطاء مولى أبي
أحمد مرسلا فالله أعلم .
قال البخاري : وقال الليث : حدثني يزيد
بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أسيد بن حضير قال : بينما هو يقرأ من
الليل سورة البقرة ، وفرسه مربوطة عنده ، إذ جالت الفرس ، فسكت ، فسكنت ،
فقرأ فجالت الفرس ، فسكت ، فسكنت ، ثم قرأ فجالت الفرس ، فانصرف ، وكان
ابنه يحيى قريبا منها . فأشفق أن تصيبه ، فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء
حتى ما يراها ، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا
ابن حضير . قال : فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى ، وكان منها قريبا ،
فرفعت رأسي وانصرفت إليه ، فرفعت رأسي إلى السماء ، فإذا مثل الظلة فيها
أمثال المصابيح ، فخرجت حتى لا أراها ، قال : وتدري ما ذاك ؟ . قال : لا .
قال : تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى
منهم .
وهكذا رواه الإمام العالم أبو عبيد القاسم بن سلام ، في
كتاب فضائل القرآن ، عن عبد الله بن صالح ، ويحيى بن بكير ، عن الليث به .
وقد روي من وجه آخر عن أسيد بن حضير ، كما تقدم ، والله أعلم . [ ص: 152 ]
وقد
وقع نحو من هذا لثابت بن قيس بن شماس - رضي الله عنه - وذلك فيما رواه أبو
عبيد [ القاسم ] :حدثنا عباد بن عباد ، عن جرير بن حازم ، عن جرير بن يزيد
: أن أشياخ أهل المدينة حدثوه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل له
: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس ؟ لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ، قال :
فلعله قرأ سورة البقرة . قال : فسئل ثابت ، فقال : قرأت سورة البقرة .
وهذا إسناد جيد ، إلا أن فيه إبهاما ، ثم هو مرسل ، والله أعلم .
تفسير سورة البقرة .
خمسة وعشرون
ألفا وخمسمائة حرف ، وستة آلاف ومائة وعشرون كلمة ، ومائتان وستة وثمانون
آية في عدد الكوفي وعدد علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ذكر ما ورد في فضلها :
قال
الإمام أحمد : حدثنا عارم ، حدثنا معتمر ، عن أبيه ، عن رجل ، عن أبيه ،
عن معقل بن يسار ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : البقرة سنام
القرآن وذروته ، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا ، واستخرجت : (الله لا
إله إلا هو الحي القيوم ) [ البقرة : 255 ] من تحت العرش ، فوصلت بها ، أو
فوصلت بسورة البقرة ، و " يس " : قلب القرآن ، لا يقرؤها رجل يريد الله
والدار الآخرة إلا غفر له ، واقرءوها على موتاكم ، انفرد به أحمد.
وقد
رواه أحمد - أيضا - عن عارم ، عن عبد الله بن المبارك ، عن سليمان التيمي
عن أبي عثمان - وليس بالنهدي - عن أبيه ، عن معقل بن يسار ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرءوها على موتاكم يعني : يس .
فقد
بينا بهذا الإسناد معرفة المبهم في الرواية الأولى . وقد أخرج هذا الحديث
على هذه الصفة في الرواية الثانية أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه .
وقد
روى الترمذي من حديث حكيم بن جبير ، وفيه ضعف ، عن أبي صالح ، عن أبي
هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل شيء سنام ، وإن
سنام القرآن البقرة ، وفيها آية هي سيدة آي القرآن : آية الكرسي .
وفي
مسند أحمد وصحيح مسلم والترمذي والنسائي ، من حديث سهيل بن أبي صالح ، عن
أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تجعلوا
بيوتكم قبورا ، فإن البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان
وقال الترمذي : حسن صحيح . [ ص: 150 ]
وقال أبو عبيد القاسم بن
سلام : حدثني ابن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن
سنان بن سعد ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه .
سنان بن سعد ، ويقال بالعكس ، وثقه ابن معين واستنكر حديثه أحمد بن حنبل وغيره .
وقال
أبو عبيد : حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي
الأحوص ، عن عبد الله ، يعني ابن مسعود ، قال : إن الشيطان يفر من البيت
الذي يسمع فيه سورة البقرة . ورواه النسائي في اليوم والليلة ، وأخرجه
الحاكم في مستدركه من حديث شعبة ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد ، ولم
يخرجاه .
وقال ابن مردويه : حدثنا أحمد بن كامل ، حدثنا أبو
إسماعيل الترمذي ، حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال ، حدثني أبو بكر بن أبي
أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن عجلان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي
الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ، ويدع سورة البقرة
يقرؤها ، فإن الشيطان يفر من البيت تقرأ فيه سورة البقرة ، وإن أصفر
البيوت ، الجوف الصفر من كتاب الله .
وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة ، عن محمد بن نصر ، عن أيوب بن سليمان ، به .
وروى
الدارمي في مسنده عن ابن مسعود قال : ما من بيت تقرأ فيه سورة البقرة إلا
خرج منه الشيطان وله ضراط . وقال : إن لكل شيء سناما ، وإن سنام القرآن
سورة البقرة ، وإن لكل شيء لبابا ، وإن لباب القرآن المفصل . وروى - أيضا
- من طريق الشعبي قال : قال عبد الله بن مسعود : من قرأ عشر آيات من سورة
البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة ، أربع من أولها وآية
الكرسي وآيتان بعدها وثلاث آيات من آخرها وفي رواية : لم يقربه ولا أهله
يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق .
وعن
سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل شيء سناما ،
وإن سنام القرآن البقرة ، من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث
ليال ، ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله [ ص: 151 ] الشيطان ثلاثة أيام .
رواه أبو القاسم الطبراني ، وأبو حاتم ، وابن حبان في صحيحه .
وقد
روى الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه من حديث عبد الحميد بن جعفر ، عن سعيد
المقبري ، عن عطاء مولى أبي أحمد ، عن أبي هريرة ، قال : بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذوو عدد ، فاستقرأهم فاستقرأ كل واحد منهم ،
يعني ما معه من القرآن ، فأتى على رجل من أحدثهم سنا ، فقال : ما معك يا
فلان ؟ قال : معي كذا وكذا وسورة البقرة ، فقال : أمعك سورة البقرة ؟ قال
: نعم . قال : اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم : والله ما منعني أن
أتعلم البقرة إلا أني خشيت ألا أقوم بها . فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : تعلموا القرآن واقرءوه ، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به
كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من تعلمه ، فيرقد وهو في
جوفه ، كمثل جراب أوكي على مسك .
هذا لفظ رواية الترمذي ، ثم قال
: هذا حديث حسن . ثم رواه من حديث الليث ، عن سعيد ، عن عطاء مولى أبي
أحمد مرسلا فالله أعلم .
قال البخاري : وقال الليث : حدثني يزيد
بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أسيد بن حضير قال : بينما هو يقرأ من
الليل سورة البقرة ، وفرسه مربوطة عنده ، إذ جالت الفرس ، فسكت ، فسكنت ،
فقرأ فجالت الفرس ، فسكت ، فسكنت ، ثم قرأ فجالت الفرس ، فانصرف ، وكان
ابنه يحيى قريبا منها . فأشفق أن تصيبه ، فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء
حتى ما يراها ، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا
ابن حضير . قال : فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى ، وكان منها قريبا ،
فرفعت رأسي وانصرفت إليه ، فرفعت رأسي إلى السماء ، فإذا مثل الظلة فيها
أمثال المصابيح ، فخرجت حتى لا أراها ، قال : وتدري ما ذاك ؟ . قال : لا .
قال : تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى
منهم .
وهكذا رواه الإمام العالم أبو عبيد القاسم بن سلام ، في
كتاب فضائل القرآن ، عن عبد الله بن صالح ، ويحيى بن بكير ، عن الليث به .
وقد روي من وجه آخر عن أسيد بن حضير ، كما تقدم ، والله أعلم . [ ص: 152 ]
وقد
وقع نحو من هذا لثابت بن قيس بن شماس - رضي الله عنه - وذلك فيما رواه أبو
عبيد [ القاسم ] :حدثنا عباد بن عباد ، عن جرير بن حازم ، عن جرير بن يزيد
: أن أشياخ أهل المدينة حدثوه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل له
: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس ؟ لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ، قال :
فلعله قرأ سورة البقرة . قال : فسئل ثابت ، فقال : قرأت سورة البقرة .
وهذا إسناد جيد ، إلا أن فيه إبهاما ، ثم هو مرسل ، والله أعلم .