في عام 1961 كتب الشاعر الراحل نزار قباني قصيدة تحمل اسم جميلة بوحريد وهزت الدنيا بأسرها ، وقد وردت في ديوانه حبيبتي الذي صدر عام 1961م من القرن الماضي، وإليكم القصيدة .
الإسم: جميلة بوحيرد
رقم الزنزانة: تسعونا
في السجن الحربيّ بوهران
والعمر اثنان وعشرونا
عينان كقنديلي معبد
والشعر العربيّ الأسود
كالصيف ..
كشلاّل الأحزان
إبريق للماء.. وسجّان
ويد تنضمّ على القرآن
وامرأة في ضوء الصبح
تسترجع في مثل البوح
آيات محزنة الإرنان
من سورة (مريم) و(الفتح)
الإسم: جميلة بوحريد
إسم مكتوب باللهب ..
مغموس في جرح السحب
في أدب بلادي. في أدبي ..
العمر اثنان وعشرونا
في الصدر استوطن زوج حمام
والثغر الراقد غصن سلام
إمرأة من قسطنطينة
لم تعرف شفتاها الزينة
لم تدخل حجرتها الأحلام
لم تلعب أبدا كالأطفال
لم تغرم في عقد أو شال
لم تعرف كنساء فرنسا
أقبية اللذّة في (بيغال)
الإسم: جميلة بوحريد
أجمل أغنية في المغرب
أطول نخله
لمحتها واحات المغرب
أجمل طفله
أتعبت الشمس ولم تتعب
يا ربّي . هل تحت الكوكب ؟
يوجد إنسان
يرضى أن يأكل .. أن يشرب
من لحم مجاهدة تصلب ..
أضواء ( الباستيل) ضئيلة
وسعال امرأة مسلولة ..
أكلت من نهديها الأغلال
أكل الأندال
( لاكوست) وآلاف الأنذال
من جيش فرنسا المغلوبة
إنتصروا الآن على أنثى
أنثى .. كالشمعة مصلوبة
القيد يعضّ على القدمين
وسجائر تطفأ في النهدين
ودم في الأنف .. وفي الشفتين
وجراح جميلة بوحريد
هي والتحرير على موعد
مقصلة تنصب .. والشرار
يلهون بأنثى دون إزار
وجميلة بين بنادقهم
عصفور في وسط الأمطار
الجسد الخمريّ الأسمر
تنفضه لمسات التيّار
وحروق في الثدي الأيسر
في الحلمة ..
في .. في .. يا للعار ..
الإسم: جميلة بوحيرد
تاريخ: ترويه بلادي
يحفظه بعدي أولادي
تاريخ امرأة من وطني
جلدت مقصلة الجلاّد ..
إمرأة دوّخت الشمسا
جرحت أبعاد الأبعاد ..
ثائرة من جبل الأطلس
يذكرها الليلك والنرجس
يذكرها .. زهر الكبّاد ..
ما أصغر( جان دارك ) فرنسا
في جانب( جان دارك ) بلادي