احلي الاوقات 9

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
احلي الاوقات 9

    يعتنق الإسلام ولكنه يخجل من السجود

    القناص
    القناص
    عضو الماسي
    عضو الماسي


    ذكر
    عدد الرسائل : 828
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : طالب
    نقاط : 7552
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009

    يعتنق الإسلام ولكنه يخجل من السجود Empty يعتنق الإسلام ولكنه يخجل من السجود

    مُساهمة من طرف القناص الجمعة يناير 22, 2010 3:35 pm



    يعتنق الإسلام ولكنه يخجل من السجود ‘اقرأ المقال!’


    الدكتور جيفري لانج Jeffrey Lang استاذ الرياضيات في جامعة كنساس الامريكية

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    ‘ في اليوم الذي اعتنقت فيه الإسلام ، قدّم إليّ إمامُ المسجد كتيباً يشرح كيفية
    أداء الصلاة . غير أنّي فوجئتُ بما رأيتـُه من قلق الطلاب المسلمين ، فقد
    ألحّوا عليَّ بعباراتٍ مثل
    خذ راحتك
    لا تضغط على نفسك كثيراً
    من الأفضل أن تأخذ وقتك
    ببطء .. شيئاً ، فشيئاً …


    وتساءلتُ في نفسي ، هل الصلاة صعبةٌ إلى هذا الحد ؟
    لكنني تجاهلت نصائح الطلاب ، فقررت أن أبدأ فوراً بأداء الصلوات الخمس في
    أوقاتها . وفي تلك الليلة ، أمضيت وقتاً طويلاً جالساً على الأريكة في غرفتي
    الصغيرة بإضاءتها الخافتة ، حيث كنت أدرس حركات الصلاة وأكررها ، وكذلك
    الآيات
    القرآنية التي سأتلوها ، والأدعية الواجب قراءتها في الصلاة . وبما أن معظم ما
    كنت سأتلوه كان باللغة العربية ، فقد لزمني حفظ النصوص بلفظها العربي ،
    وبمعانيها باللغة الانكليزية . وتفحصتُ الكتيّب ساعاتٍ عدة ، قبل أن أجد في
    نفسي الثقة الكافية لتجربة الصلاة الأولى . وكان الوقت قد قارب منتصف الليل ،
    لذلك قررت أن أصلّي صلاة العشاء ..

    دخلت الحمام ووضعت الكتي على طرف المغسلة مفتوحاً على الصفحة التي تشرح
    الوضوء . وتتبعت التعليمات الواردة فيه خطوة خطوة ، بتأنٍّ ودقة ، مثل طاهٍ
    يجرب وصفةً لأول مرة في المطبخ . وعندما انتهيت من الوضوء ، أغلقت الصنبور وعدت
    إلى الغرفة والماء يقطر من أطرافي . إذ تقول تعليمات الكتيب بأنه من المستحب
    ألا يجفف المتوضئ نفسه بعد الوضوء .

    ووقفت في منتصف الغرفة ، متوجهاً إلى ما كنت أحسبه اتجاه القبلة . نظرت إلى
    الخلف لأتأكد من أنني أغلقت باب شقتي ، ثم توجهت إلى الأمام ، واعتدلت في وقفتي
    ، وأخذتُ نفساً عميقاً ، ثم رفعت يديّ ، براحتين مفتوحتين ، ملامساً شحمتي
    الأذنين بإبهاميّ . ثم بعد ذلك ، قلت بصوت خافت الله أكبر .

    كنت آمل ألا يسمعني أحد . فقد كنت أشعر بشيء من الانفعال . إذ لم أستطع التخلص
    من قلقي من كون أحد يتجسس علي . وفجأة أدركت أنني تركت الستائر مفتوحة
    .
    وتساءلت : ماذا لو رآني أحد الجيران ؟
    تركتُ ما كنتُ فيه ، وتوجهتُ إلى النافذة . ثم جلت بنظري في الخارج لأتأكد من
    عدم وجود أحد . وعندما رأيت الباحة الخلفية خالية ، أحسست بالارتياح . فأغلقت
    الستائر ، وعدت إل منتصف الغرفة ..
    ومرة أخرى ، توجهت إلى القبلة ، واعتدلت في وقفتي ، ورفعت يدي إلى أن لامس
    الإبهامان شحمتي أذنيّ ، ثم همست الله أكبر .

    وبصوت خافت لا يكاد يُسمع ، قرأت فاتحة الكتاب ببطء وتلعثم ، ثم أتبعتـُها
    بسورة قصيرة باللغة العربية ، وإن كنت أظن أن أي عربي لم يكن ليفهم شيئاً لو
    سمع تلاوتي تلك الليلة ! . ثم بعد ذلك تلفظتُ بالتكبير مرةئأخرى بصوت خافت ،
    وانحنيت راكعاً حتى صار ظهري متعامداً مع ساقي ، واضعاً كفي على ركبتي . وشعرت
    بالإحراج ، إذ لم أنحن لأحد في حياتي . ولذلك فقد سررت لأنني وحدي في الغرفة .
    .وبينما كنت لا أزال راكعاً ، كررت عبارة سبحان ربي العظيم عدة مرات.ثم اعتدلت

    واقفاً وأنا أقرأ سمع الله لمن حمده ، ثم ربنا ولك الحمد
    أحسست بقلبي يخفق بشدة ، وتزايد انفعالي عندما كبّرتُ مرةً أخرى بخضوع ، فقد

    حان وقت السجود . وتجمدت في مكاني ، بينما كنت أحدق في البقعة التي أمامي ، حيث
    .كان علي أن أهوي إليها على أطرافي الأربعة وأضع وجهي على الأرض
    لم أستطع أن أفعل ذلك ! لم أستطع أن أنزل بنفسي إلى الأرض ، لم أستطع أن أذل

    نفسي بوضع أنفي عل الأرض ، شأنَ العبد الذي يتذلل أمام سيده .. لقد خيل لي أن
    .ساقي مقيدتان لا تقدران على الانثناء . لقد أحسست بكثير من العار والخزي
    وتخيلت ضحكات أصدقائي ومعارفي وقهقهاتهم ، وهم يراقبونني وأنا أجعل من نفسي
    مغفلاً أمامهم . وتخيلتُ كم سأكون مثيراً للشفقة والسخرية بينهم . وكدت أسمعهم
    يقولون : مسكين جف ، فقد أصابه العرب بمسّ في سان فرانسيسكو ، أليس كذلك ؟
    وأخذت أدعو: أرجوك ، أرجوك أعنّي على هذا
    .

    أخذت نفساً عميقاً ، وأرغمت نفسي على النزول . الآن صرت على أربعتي ، ثم ترددت
    لحظات قليلة ، وبعد ذلك ضغطت وجهي على السجادة . أفرغت ذهني من كل الأفكار
    وتلفظت ثلاث مرات بعبارة سبحان ربي الأعلى .
    الله أكبر . قلتها ، ورفعت من السجود جالساً على عقبي . وأبقيت ذهني فارغاً
    ، رافضاً السماح لأي شيء أن يصرف انتباهي .
    الله أكبر . ووضعت وجهي على الأرض مرة أخرى ..
    وبينما كان أنفي يلامس الأرض ، رحت أكرر عبارة سبحان ربي الأعلى بصورة آلية

    . فقد كنت مصمماً على إنهاء هذا الأمر مهما كلفني ذلك .
    الله أكبر . و انتصبت واقفاً ، فيما قلت لنفسي : لا تزال هناك ثلاث جولا أمامي
    وصارعت عواطفي وكبريائي في ما تبقى لي من الصلاة . لكن الأمر صار أهون في كل
    شوط . حتى أنني كنت في سكينة شبه كاملة في آخر سجدة . ثم قرأت التشهد في الجلوس
    الأخير ، وأخيراً سلـَّمتُ عن يميني وشمالي .
    وبينما بلغ بي الإعياء مبلغه ، بقيت جالساً على الأرض ، وأخذت أراجع المعركة
    التي مررت بها . لقد أحسست بالإحراج لأنني عاركت نفسي كل ذلك العراك في سبيل
    أداء الصلاة إلى آخرها . ودعوت برأس منخفض خجلاً: اغفر لي تكبري وغبائي ، فقد
    أتيت من مكان بعيد ، ولا يزال أمامي سبيل طويل لأقطعه .
    وفي تلك اللحظة ، شعرت بشيء لم أجربه من قبل ، ولذلك يصعب علي وصفه بالكلمات .
    فقد اجتاحتني موجة لا أستطيع أن أصفها إلا بأنها كالبرودة ، وبدا لي أنها تشع
    من نقطة ما في صدري .


    وكانت موجة عارمة فوجئت بها في البداية ، حتى أنني أذكر
    أنني كنت أرتعش . غير أنها كانت أكثر من مجرد شعور جسدي ، فقد أثـّرت في عواطفي
    بطريقة غريبة أيضاً . لقد بدا كأن الرحمة قد تجسدت في صورة محسوسة وأخذت تغلفني
    وتتغلغل فيّ . ثم بدأت بالبكاء من غير أن أعرف السبب . فقد أخَذَت الدموع تنهمر
    على وجهي ، ووجدت نفسي أنتحب بشدة .. وكلما ازداد بكائي ، ازداد إحساسي بأن قوة
    خارقة من اللطف والرحمة تحتضنني . ولم أكن أبكي بدافع من الشعور بالذنب ، رغم
    أنه يجدر بي ذلك ، ولا بدافع من الخزي أو السرور . لقد بدا كأن سداً قد انفتح
    مطِلقاً عنانَ مخزونٍ عظيمٍ من الخوف والغضب بداخلي .


    وبينما أنا أكتب هذه
    السطور ، لا يسعني إلا أن أتساءل عما لو كانت مغفرة الله عز وجل لا تتضمن مجرد
    .العفو عن الذنوب ، بل وكذلك الشفاء والسكينة أيضاً
    ظللت لبعض الوقت جالساً على ركبتي ، منحنياً إلى الأرض ، منتحباً ورأسي بين كفي


    وعندما توقفت عن البكاء أخيراً ، كنت قد بلغت الغاية في الإرهاق . فقد كانت
    تلك التجربة جارفة وغير مألوفة إلى حد لم يسمح لي حينئذ أن أبحث عن تفسيرات
    عقلانية لها . وقد رأيت حينها أن هذه التجربة أغرب من أن أستطيع إخبار أحد بها


    أما أهم ما أدركته في ذلك الوقت :
    فهو أنني في حاجة ماسة إلى الله ، وإلى.الصلاة
    وقبل أن أقوم من مكاني ، دعوت بهذا الدعاء الأخير:
    اللهم ، إذا تجرأتُ على الكفر بك مرة أخرى ، فاقتلني قبل ذلك — خلصني من هذه
    الحياة . من الصعب جداً أن أحيا بكل ما عندي من النواقص والعيوب ، لكنني لا
    أستطيع أن أعيش يوماً واحداً آخر وأنا أنكر وجودك

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 1:38 pm