الجزيرة السعودية
الجزائر - محمود أبو بكر
أكد عز الدين ميهوبي وزير الدولة الجزائري المكلف بالإعلام بأن بلاده تتحفظ عن فتح المجال الإعلامي أمام القنوات الفضائية الخاصة، قبل إيجاد المناخ الملائم لقيام مثل تلك المحطات، بدءاً بالكادر البشري والإمكانيات المادية والتشريعات والنصوص القانونية الحاكمة والضابطة للعملية، ويضيف ميهوبي في حواره مع «الجزيرة» أن تلك الشروط ضرورية إذا كنا بالفعل نتحدث عن «قنوات فضائية» وليس عن «أكشاك ودكاكين وعلب مغلقة» تفتح نافذة على الفضاء وتسمى «فضائية» كما نشاهدها في العالم العربي اليوم - حسب قوله.
كما أكد أن الحملات الإعلامية بين مصر والجزائر بعد مباراة كرة القدم بين البلدين أخذت أبعاداً مخيبة وتجاوزت الخطوط الحمراء. وفيما يلي نص الحوار:
* باعتباركم المسؤول الأول عن قطاع الإعلام في الجزائر، كيف تصفون المشهد الإعلامي الجزائري سواء على مستوى الصحافة المكتوبة أو غيرها من الوسائل الجديدة؟
- الحديث عن الصحافة الجزائرية يحتاج إلى وقت أوفر وأطول لأن هناك «تجربة صحفية» مهمة عرفتها البلاد منذ بداية الثورة الجزائرية، حيث كانت هناك صحف تصدر باللغتين العربية والفرنسية، تتحمل مسؤولية تنوير وتحريض المجتمع لصالح الاستقلال الوطني، ومقارعة الدعاية الاستعمارية، ثم بعد الاستقلال وبناء الدولة الجزائرية أنشئت صحف تعبر عن المرحلة، وكانت جميعها عمومية (مملوكة للدولة) ولكن ذلك لم يمنع وجود منابر إعلامية بعينها تعبر عن «رؤية مختلفة» عن السياسات التي كانت متبعة حينها.
ومع دستور 1989 الذي أقر التعددية السياسية والإعلامية، خاضت الجزائر تجربة جديدة في المجال الإعلامي المستقل والخاص، بجانب الإعلام العمومي، وقد نشأت العشرات من الصحف الخاصة حينها، منها ما هو قائم ومنها ما اندثر لدرجة أن العدد الإجمالي لتلك الصحف اليومية والأسبوعية تجاوز 600 صحيفة ومطبوعة، وهو عدد كبير وضخم. وأضاف إن هذه الصحافة مرت بثلاث مراحل مهمة أولها مرحلة «التأسيس» باعتبارها ظاهرة وتجربة جديدة، وثانياً «مرحلة إثبات الذات» التي واجهت فيها الصحافة «غول الإرهاب» الدموي الذي استهدفها بالدرجة الأولى، حيث سقط أكثر من مائة صحفي وهي فاتورة باهظة الثمن، وثالثاً وهي المرحلة الحالية والتي أعتقد بأنها مرحلة «تقويم التجربة» وتكريس الاحترافية والمهنية كأساس في نجاح التجربة.
* لماذا لا زالت الجزائر ترفض فتح المجال الإعلامي أمام القنوات الفضائية الخاصة.. وهل هناك جديد في هذا الشأن؟
- شخصياً لدي رؤية يمكن أن أقولها بوضوح فتح هذا المجال الإعلامي للخواص (يقصد الفضائيات الخاصة) يتطلب مناخاً متكاملاً، سواء من حيث الإمكانات المادية أو البشرية أو على مستوى النصوص والتشريعات القانونية، التي ينبغي أن تحكم عمل هذه القنوات.
هذا إذا كنا بالفعل نتحدث عن «قنوات فضائية» وليس عن «أكشاك ودكاكين وعلب مغلقة» تفتح نافذة على الفضاء وتسمى «فضائية» كما نشاهدها في العالم العربي اليوم والتي تجاوز عددها 650 قناة فضائية ولكن إذا طبقت المعايير الحقيقية (معايير الجودة) فإننا لن نعثر على أكثر من 10% من هذا العدد من حيث توفرها على «شبكة برامجية» وتأثير على الرأي العام.
ولذلك وقبل فتحنا هذا المجال نسعى الآن إلى تطوير ورفع إمكانات الشبكة التلفزيونية التابعة للدولة والتي وصل عددها 5 قنوات، لتكون نواة أساسية يمكن الانطلاق منها للتعددية في هذا المجال دون فقدان المضمون والمحتوى.
* هناك من يطرح أن الأزمة الأخيرة بين الجزائر - ومصر على خلفية مباريات المنتخبين قد كشفت هذا الخلل.. ويشير إلى عدم تكافؤ القدرات الإعلامية، فالجزائر كانت ترد من خلال الصحافة المكتوبة فيما كانت القاهرة صوت وصورة على الفضاء؟
- لا لا أنا لا أؤيد هذا الرأي والذي سمعته كثيراً.. فحتى إذا ما سمحنا بإنشاء القنوات الفضائية فلن نسمح بهكذا تجاوزات، الأمر لا يتعلق ببروباجندا حربية، بقدر ما يتعلق ربما بمنافسة رياضية أخذت أبعاداً مخيبة وتجاوزت الخطوط الحمراء.. ولذلك كنت أقول لك إننا نحتاج إلى «مناخ مهني محترف» وليس إلى أكشاك وغرف مغلقة تجتر خطابات مسيئة لأي كان.
الجزائر - محمود أبو بكر
أكد عز الدين ميهوبي وزير الدولة الجزائري المكلف بالإعلام بأن بلاده تتحفظ عن فتح المجال الإعلامي أمام القنوات الفضائية الخاصة، قبل إيجاد المناخ الملائم لقيام مثل تلك المحطات، بدءاً بالكادر البشري والإمكانيات المادية والتشريعات والنصوص القانونية الحاكمة والضابطة للعملية، ويضيف ميهوبي في حواره مع «الجزيرة» أن تلك الشروط ضرورية إذا كنا بالفعل نتحدث عن «قنوات فضائية» وليس عن «أكشاك ودكاكين وعلب مغلقة» تفتح نافذة على الفضاء وتسمى «فضائية» كما نشاهدها في العالم العربي اليوم - حسب قوله.
كما أكد أن الحملات الإعلامية بين مصر والجزائر بعد مباراة كرة القدم بين البلدين أخذت أبعاداً مخيبة وتجاوزت الخطوط الحمراء. وفيما يلي نص الحوار:
* باعتباركم المسؤول الأول عن قطاع الإعلام في الجزائر، كيف تصفون المشهد الإعلامي الجزائري سواء على مستوى الصحافة المكتوبة أو غيرها من الوسائل الجديدة؟
- الحديث عن الصحافة الجزائرية يحتاج إلى وقت أوفر وأطول لأن هناك «تجربة صحفية» مهمة عرفتها البلاد منذ بداية الثورة الجزائرية، حيث كانت هناك صحف تصدر باللغتين العربية والفرنسية، تتحمل مسؤولية تنوير وتحريض المجتمع لصالح الاستقلال الوطني، ومقارعة الدعاية الاستعمارية، ثم بعد الاستقلال وبناء الدولة الجزائرية أنشئت صحف تعبر عن المرحلة، وكانت جميعها عمومية (مملوكة للدولة) ولكن ذلك لم يمنع وجود منابر إعلامية بعينها تعبر عن «رؤية مختلفة» عن السياسات التي كانت متبعة حينها.
ومع دستور 1989 الذي أقر التعددية السياسية والإعلامية، خاضت الجزائر تجربة جديدة في المجال الإعلامي المستقل والخاص، بجانب الإعلام العمومي، وقد نشأت العشرات من الصحف الخاصة حينها، منها ما هو قائم ومنها ما اندثر لدرجة أن العدد الإجمالي لتلك الصحف اليومية والأسبوعية تجاوز 600 صحيفة ومطبوعة، وهو عدد كبير وضخم. وأضاف إن هذه الصحافة مرت بثلاث مراحل مهمة أولها مرحلة «التأسيس» باعتبارها ظاهرة وتجربة جديدة، وثانياً «مرحلة إثبات الذات» التي واجهت فيها الصحافة «غول الإرهاب» الدموي الذي استهدفها بالدرجة الأولى، حيث سقط أكثر من مائة صحفي وهي فاتورة باهظة الثمن، وثالثاً وهي المرحلة الحالية والتي أعتقد بأنها مرحلة «تقويم التجربة» وتكريس الاحترافية والمهنية كأساس في نجاح التجربة.
* لماذا لا زالت الجزائر ترفض فتح المجال الإعلامي أمام القنوات الفضائية الخاصة.. وهل هناك جديد في هذا الشأن؟
- شخصياً لدي رؤية يمكن أن أقولها بوضوح فتح هذا المجال الإعلامي للخواص (يقصد الفضائيات الخاصة) يتطلب مناخاً متكاملاً، سواء من حيث الإمكانات المادية أو البشرية أو على مستوى النصوص والتشريعات القانونية، التي ينبغي أن تحكم عمل هذه القنوات.
هذا إذا كنا بالفعل نتحدث عن «قنوات فضائية» وليس عن «أكشاك ودكاكين وعلب مغلقة» تفتح نافذة على الفضاء وتسمى «فضائية» كما نشاهدها في العالم العربي اليوم والتي تجاوز عددها 650 قناة فضائية ولكن إذا طبقت المعايير الحقيقية (معايير الجودة) فإننا لن نعثر على أكثر من 10% من هذا العدد من حيث توفرها على «شبكة برامجية» وتأثير على الرأي العام.
ولذلك وقبل فتحنا هذا المجال نسعى الآن إلى تطوير ورفع إمكانات الشبكة التلفزيونية التابعة للدولة والتي وصل عددها 5 قنوات، لتكون نواة أساسية يمكن الانطلاق منها للتعددية في هذا المجال دون فقدان المضمون والمحتوى.
* هناك من يطرح أن الأزمة الأخيرة بين الجزائر - ومصر على خلفية مباريات المنتخبين قد كشفت هذا الخلل.. ويشير إلى عدم تكافؤ القدرات الإعلامية، فالجزائر كانت ترد من خلال الصحافة المكتوبة فيما كانت القاهرة صوت وصورة على الفضاء؟
- لا لا أنا لا أؤيد هذا الرأي والذي سمعته كثيراً.. فحتى إذا ما سمحنا بإنشاء القنوات الفضائية فلن نسمح بهكذا تجاوزات، الأمر لا يتعلق ببروباجندا حربية، بقدر ما يتعلق ربما بمنافسة رياضية أخذت أبعاداً مخيبة وتجاوزت الخطوط الحمراء.. ولذلك كنت أقول لك إننا نحتاج إلى «مناخ مهني محترف» وليس إلى أكشاك وغرف مغلقة تجتر خطابات مسيئة لأي كان.