في الساعة الثالثة عصر غد الجمعة 19 فبراير 2010 ، تهبط على أرض مطار القاهرة الدولي الطائرة النمساوية القادمة من فيينا التي تقل الدكتور محمد البرادعى الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي أثار جدلا واسعا منذ عدة أشهر عندما طالب بتغيير بعض مواد الدستور المصري للسماح للمستقلين، مثله، بخوض الانتخابات الرئاسية حتى يفكر أن يطرح نفسه كبديل، وهو ما أدى إلى تعرضه لحملة هجوم شرسة من المحسوبين على النظام.
وتسابق عدد من المحللين والسياسيين والكتاب للترويج للبرادعي ومؤهلاته ومميزاته العلمية والسياسية، مؤكدين أنه المرشح الأوفر حظاً لقيادة مصر خلال المرحلة القادمة، معللين ذلك بأن الرجل يتمتع بنوع من الحصانة الغربية، مما يجعله مؤهلاً، أكثر من غيره، للتنافس على رئاسة مصر، على حد قولهم.
ويعتقد الكثير منهم أن عودة البرادعى تعنى محاولة إحياء لقيم غابت عن المجتمع المصرى، وتتمثل فى الإيمان بقيمة العمل والكفاءة والقانون والديمقراطية، وتتجاوز مسألة نجاحه فى إدارة مؤسسة دولية كبرى كوكالة الطاقة الذرية، وتعاطفه المؤكد مع قضايا العالمين العربى والإسلامى.
ويقولون إن البرادعى لم يواجه طوال عمله الضغوط الأمريكية والهجوم الإسرائيلى بالهتاف والصريخ على طريقة بعض قوى المعارضة العربية، ولا بالخنوع على طريقة الحكومات العربية، إنما بالقانون وبقواعد القانون الدولى، وهى خبرة تحتاجها مصر فى ظل حالة الفوضى والعشوائية التى تعيشها، وفى ظل قوانين تُفصّل خصيصا لصالح مسؤول كبير أو صغير، وغياب كامل للمهنية وعشوائية فى السياسة كما فى الاقتصاد.
وأشاروا إلى ان تعاطف قطاع واسع من النخبة المصرية معه يعود لكونه رجل اعتدال لن يلغى كامب دافيد ولن يعلن الحرب على إسرائيل، ولن يصرخ هنا ويحنجر هناك كما يفعل الكثيرون حتى أصبحوا عنصر دعم وراحة للنظام الحاكم، إنما هو لديه، مثل آخرين، رؤية لإصلاح الوطن ومواجهة الأمية والجهل والتخلف السياسى.