تشتهر مجتمعاتنا العربية بالميل
الشديد للاعتقادات في الخرافات والأساطير التي تملأ سجل تاريخها على مر العصور، ورغم
التقدم العلمي المذهل ودخول البشرية في عصر الأقمار الصناعية والإنترنت، لا تزال هذه
المعتقدات تحتل رصيدا كبيرا من المكون الثقافي والاجتماعي لحياة أبناء العرب
ويرتبط تعلق الإنسان بالتفكير الأسطوري أو الخرافي بلحظة وجوده في الأرض، فلطالما حاول فهم
كثير من الأسرار وفك الغموض الذي يكتنفها ورغم انه فك الكثير من ألغازها إلا أن هناك العديد
من الألغاز ظلت عصية علي الإدراك، ولذلك لجأ الإنسان إلي إحالة ما عجز عن فهمه للأسطورة
التي ابتكرها ولجأ مع ذلك إلي الاعتقاد في مجسدات لتلك الأساطير وراح يضفي عليها صفات
خارقة في محاولة لتحقيق الأمن الذي يفتقده, ورغم كل ذلك إلا أن هناك العديد من التمائم
والتعاويذ لها أصول دينية، بحسب التحقيق الذي أجراه الصحفي سيد أمين بجريدة "الأسبوع"القاهرية
ومع ان عالم التمائم والقلائد، عالم ملفوف بالسحر والغموض والجمال، ورغم أنه عرف عبر
التاريخ تطورات كثيرة، إلا انه لم يتغير بالنسبة للمرأة في ما يتضمنه من معان، فقد تكون
التميمة رمزا عميقا للحب والإخلاص، أو طمعا في حصانة ومنعة، كما قد تكون ذكري لحبيب، أو
هدية من شخص عزيز، أو دفعا لمكروه يخشي منه، وهلم جرا. لكن بالرغم من كل شيء، تظل
التمائم الهدية الأجمل والأكثر تعبيرا.
ولا شك أن رحلة التمائم طريفة، فقد انتقلت من تميمة صغيرة، تمثل الجعران، التي احتفي بها
الفراعنة ونقشوها علي معابدهم قبل آلاف السنين علي أساس أنها تمنح القوة، إلي عالم
التصميم، حيث تلقفتها بيوت الأزياء العالمية لتطرحها بأشكال جد مغرية لأنها تتبع خطوط
الموضة. كانت هناك أيضا تميمة توت عنخ آمون الذهبية المزينة بثعبان الكوبرا التي ارتداها
الفراعنة لتحدي الأرواح الشريرة. وكانت تميمة السلحفاة ترمز للحكمة والوقاية من السحر
الأسود.
وانتشرت في العصر الفاطمي تمائم الهلال، وإيران في القرن الرابع عشر الميلادي ازدهرت
صناعة قلادة المصحف الشريف المصنوعة من الفضة. وايطاليا في القرن التاسع عشر انتشرت
تمائم الحروف الأولي من الأسماء لتكون رسالة حب من نوع خاص، يربطها البعض بقصة
روميو وجولييت الشهيرة
خرزة زرقاء
ويرجع تاريخ الخرزة الزرقاء التي تعلقها النساء في الحلي المتدلي علي صدورهن او في الأساور
والخواتم التي ترتدينها في اكفهن او في السيارات والاباجورات وغيرها الي اعتقاد شائع بأن
تلك الخرزة الزرقاء تحميهن من الحسد وتساعدهن في جلب الرزق وتبعد بهن عن الرزايا
والخطايا وانها "بركة".
ويروي الرواة – كما روي ايضا عن كعب الاحبار - بألفاظ مختلفة ومعان متفقة لا ندرك مدي
صحتها - أن الله – عز وجل - حينما اراد ان يخلق السموات والارض خلق جوهرة زرقاء
اضعاف طباق السموات والارض ثم نظر إليها نظره هيبة فصارت ماء ثم نظر الي الماء فارتفع
منه زبد ودخان وبخار فخلق من الدخان السماء والبخار البحار والمحيطات ومن الزبد الارض.
ومن أنواع الحلي قلادات الخرز والتي يطلق عليها اسم المنثورة و المفلطح العريض الذي يلبس
حول العنق ويغلق بمشبك أو ضمن سلسلة تتدلي من خلف العنق . وهذا النوع يضم أحيانا عددا
من الحلقان المتدلية . كما توجد أنواع أخري من القلادات تعتبر أكثر تطورا وتعقيدا تعلوها
نقوش ورسوم ذهبية بارزة . وترمز بعض هذه النقوش لأشخاص معينين مما يوحي بأن الذهب
المستعمل منقول من عملات نقدية وقد يضاف الي الزخرفة بعض خرز المرجان وهناك نوع آخر
من القلادات تعلوه نقوش كثيفة موصول بسلاسل.
ويعتقد الناس أن مثل هذه القطع تقي الناس من الحسد أو العين الشريرة، ومع أن التميمة أو
الحرز يلبس عادة حول العنق الا أنه في بعض الأحيان يستعمل كحلية تلبس في مقدمة الرأس.
وتكون عادة غالبية الأساور مطعمة بالأحجار الكريمة والفصوص الزرقاء ويقال أن ذلك حتي يتاح
للرجال أن يتبينوا النساء بها كما تلبس النساء والفتيات الخواتم في كل أصابع اليد وأصابع القدم
علي السواء وخواتم القدم رقيقة ومنقوشة ببساطة إلا أن هناك خواتم منقوشة وفقا لكل إصبع
تلبس فيه ، وتتكون عادة من خاتمين ، واحد منها في كل كف فالخواتم التي تسمي الشواهد
تختص بالاصبع الأول وتحتوي علي زخارف ونقوش في الواجهة تستدق عند الأطراف . أما
خاتم الاصبع الثاني فيسمي خاتم بو فصوص ويتكون عادة من قطعة مستديرة منقوشة، أما خاتم
الاصبع الثالث فيسمي خاتم أبوست المربع وعليه زخارف مربعة الشكل .
أما خاتم الاصبع الرابع فيسمي حيسة وقد يزين بفص أو حجر ملون لا سيما الازرق أو زجاج
وشكله يشبه شكل ورقة التوت المصنوعة من الخرز الفضي . أما خواتم اصبع الابهام فهي من
الفضة وتكون أحيانا محلاة بحجر صغير في وسطها
ومع أن اكثر الخواتم تصنع لأهداف تتصل بالفن والزخرفة وأعمال النقش ،غير أن الخواتم
المرصعة بالقرون والعظام كان الاعتقاد أنها تطرد العين الشريرة وتبعد الحسد عن صاحبها ؛
وللزار خواتم خاصة تصنع عادة من الذهب وترصع بفصوص من العقيق الأحمر أو بقاعدة مربعة
الشكل تحمل نقوشا وزخارف علي الجوانب وفي سطحها وشكلها يشبه شكل قبة المسجد ، أما
الأحجار الكريمة فقلما تستعمل في الخواتم العمانية ربما الأنها غير متوفرة ، غير أنه توجد بعض
الخواتم المرصعة بالفيروز أو غيره من الأحجار النفيسة وذلك لاستخدامها في المناسبات
الاجتماعية و الحفلات الرسمية.
إن الرنين الذي يحدثه لبس الخلاخيل في رسغ قدم المرأة يكون لهما وقع موسيقي جميل ، كما
يقال أن القصد منها في الماضي كان أن يبقي الرجل علي علم بحركات زوجته دون أن يراها
وللخلاخيل أطراف معقوفة بينما لا ينطبق هذا علي الأساور ويوجد نوع سميك يسمي النطل.
وتسمح بعض الدول العربية للاطفال بارتداء الخلخال والذي يكون عبارة عن نوعا مفلطح صغير
من الخلاخيل يسميها البعض حواجيل ولها سلسلة تتدلي منها، ومن أنواع الخلاخيل كثيرة
الاستعمال الويل شكله دقيق يثبت بمسمار في الوسط ؛ كما يوجد نوع من الخلاخيل السميكة التي
تشبه حدوة الحصان في الشكل تعلوها نقوش بارزة أما الخلاخيل الظفارية فهي عادة تتألف من
أشرطة معقدة من السلاسل تتدلي منهاأجراس.
وتوضع الخرزة الزرقاء ايضا في الاقراط التي تتخذ هي الاخري اشكالا غريبة مثل تلك الأقراط
الكبيرة التي تكون مجوفة عادة وتحيط بها نقوش جميلة تنتهي داخل مثلث من الخرز علي شكل
هرم مقلوب ومثبتة في مساحة تسمح بتعليقها في الأذن ، وإن كانت في معظم الأحوال تتدلي من
خلال سلاسل خاصة بها .
وهناك ايضا النوع المدور المسمي "الشغاب" ويكون أحد أجزاء هذه الحلية أملس بينما أجزاؤه
الأخري مضلعة ويضم القرط عادة قلادة أو قلادتين تتدليان منه ويتم تصميم هذه القلادة في عمان
علي شكل ورقة التوت.
وحكاية كف اليد او التخميسة حكاية مدهشة هي الاخري فقد جاء في سفر الخروج في التوراة ان
"يهوه" او الله – عز وجل - حينما أمر بني إسرائيل بالخروج من مصر امرهم بذبح خراف
تقربا اليه ولكن اليهود خافوا ان لا يستيقظ بعضهم قبل طلوع الشمس في اليوم المحدد لهم
الهروب فيه وحينئذ سيفتك بهم فرعون لذلك طلبوا من موسي ان يتوسط لهم عند ربهم ليوقظهم
في اليوم الموعود فقال لهم موسي ان "يهوه"سيجوب علي بيوتهم تخبيطا حتي يتمكنوا من
الاستيقاظ والهروب.
وحسب أسطورتهم الخرافية هذه، فإن اليهود عادوا مرة ثانية للخوف من أن يخطئ إلههم – تعالى
الله عما يصفون - فيقرع بيتا من بيوت المصريين ظنا منه انه بيت ليهودي وبالتالي سوف
يستيقظ المصريون ويفتكوا بهم بعدما كانوا ينوون الهرب بحلي زوجات المصريين الذين
استعاروها ليلا فطلبوا من موسي أن يجد حلا لطمأنتهم فعاد موسي يطلب من يغمسوا اكفهم بدماء
القرابين التي ذبحوها وان يضربوا بها علي ابواب بيوتهم حتي يتمكن الخالق - عزو جل
التعرف عليها ففعلوا
وبناء علي ذلك فاننا نجد العديد من المصريين يقومون بممارسة هذه العادة حتي الان ظنا منهم
انها مدعاة للبركة وحسن الطالع وهم لا يعرفون انها موروث يهودي خلفه اليهود حينما كانوا في
مصر
ولا يفوتنا ونحن في هذ الصدد ان نشير الي ان موروثات اخري عديدة يتداولها المصريون رغم
اصولها الفكرية اليهودية منها عبارة "اللهو الخفي" وهي العبارة التي كان يتهكم بها المصريون
من اليهود حينما رأوهم يعبدون إلها لا يرونه وكانوا يقولون اليهود يعبدون "اليهوه الخفي"
وكذلك يا "خلق يا هوه" التي يقولها البعض تعجبا ومعناها يا خلق الله.
وتعددت اوجه استخدام الكف في العصر الحديث حيث صارت تصنع اشياء كثيرة علي تلك الهيئة
منها خاصة في تصميمات بعض المقاعد والميداليات والحلي الذهبية لا سيما السلاسل وتعلق في
واجهة السيارات بشكل يضفي جمالا عليها كما تستخدم كميداليات
عين زرقاء
تعتبر ثقافة التعويذة ثقافة عالمية وقد عرف أن من العادات القديمة المستخدمة لتجنب الحسد هو
تعليق تعويذة العين الزرقاء او 'ام سبع عيون' علي واجهات المحلات والبيوت وهذه التعويذة
قديمة جدا تعود الي ايام البابليين القدماء حين كانوا يعتقدون بأن النفس الشريرة او الاشعاع
المنبعث من العين الحاسدة عندما يتشتت او ينقسم الي سبعة اقسام يفقد قابليته علي الايذاء ومن
هنا بدأ البابليون بتعليق هذه التعويذة في كل مكان في قصور الملوك وفي الساحات العامة وحتي
في الشوارع.
اما بالنسبة للون الازرق فهو كذلك وحسب الدراسات الحديثة وجدوا ان هذا اللون له القابلية علي
امتصاص الاشعة المنبعثة من العين وتشتيتها وجعلها غير فعالة . ولهذا نري ان تعويذة السبع
عيون عادة ما تكون زرقاء اللون.
و ذكرت مجلة إكسبريس الفرنسية علي موقعها الالكتروني ان الدراسة التي قام بها طبيب علم
الوراثة الدنماركي البروفيسور هانز ايبيرغ كشفت عن ان العيون الزرقاء لم تكن موجودة في
العالم منذ أكثر من 10 آلاف عام و ان سبب ظهورها منذ هذا التاريخ يعود الي عيب وراثي ادي
الي تغيّر عيون بعض الاشخاص من اللون الغامق الي اللون الأزرق.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية الألمانية هيومان جينيتيكس عن ان ظهور العين
الزرقاء في العالم للمرة الاولي يرجع الي تغيير طرأ علي افراز كميات الجين المسؤول عن تلوين
حدقة العين بعد ان كانت عيون البشر منذ بدء الخليقة تتميز باللون الغامق.
وللعين في الامثال مقولات عديدة منها عين الحسود فيها عود وكذلك حطي في عينك حصوة ملح
وهي المثل الذي يقال للمرأة التي يخشي منها الحسد ويرجع اصل الحكاية الي اصل توراتي يحكي
عن ان الملكين نصحا سيدنا لوط واسرته الي الفرار من القرية قبل تدميرها ونصحوهما بعدم
النظر للخلف الا ان زوجة سيدنا لوط نظرت خلفها فتحولت الي عمود ملح ولذلك فحينما تقال هذه
العبارة يقصد منها اخذ العظة مما حدث لزوجة لوط.
تستخدم العين في اشياء كثيرة كالنظارات وتعلق علي الابواب او ترسم عليها او تستخدم
كمصابيح كما هو الحال في مصابيح السيارات.
حدوة حصان
يري الباحث الانجليزي تشارلز باناتي ان حدوة الحصان أكثر تعويذات الحظ انتشارا في العالم،
فلقد شاعت في كل زمان ومكان وحيثما وجد الحصان والإنسان. اخترع الإغريق حدوة الحصان
في القرن الرابع وعدوها مثالا للحظ الجيد. إلا أن الأساطير، وعلي الرغم من تلك الوقائع، تعزو
تلك العادة إلي القديس دونستان الذي أعطي للحدوة المعلقة فوق باب المنزل قوة خاصة لردع
الشيطان.
ويعد دونستان الحداد الذي اصبح اسقف كانتبري عام 959 ميلادية طبقا للتقليد منشئ العادة،
ففي أحدالأيام، أتي إليه رجل وطلب منه أن يحدي قدميه، مما أثار الشك لدي دونستان بأن السائل
هو الشيطان خاصة وأن له أظلافا مشقوقة، لذلك فقد أوضح له أن عليه أن يعلقه مقيدا إلي الحائط
ليستطيعانجاز العمل، وعلي نحو متعمد، أنجز دونستان عمله، مكيلا العذاب والآلام للشيطان مما
جر الأخير إلي توسل الرحمة، لرفض دونستان تحريره قبل ان يقوم بإعطاءه قسما صادقا بأنه لن
يدخل قط أي منزل وضعت حدوة حصان علي بابه.
ويضيف باناتي انه ما يزال المسيحيون، منذ ظهور هذه القصة في القرن العاشر، يستخدمون
الحدوة بكثير من الثقة، علي إطار باب المنزل أو الأمر ومن ثم في منتصف الباب لتخدم وظيفة
أخري في دق الباب إضافة إلي منعها للشيطان من دخول المنزل.
ولقد عزي الإغريق القوي السحرية في الحدوة إلي عوامل أخري. صنعت الحدوات من الحديد
الذي يعتقدون أن به قدرة لردع الشيطان، وأخذت شكل هلال القمر الذي اعتبره الإغريق رمزا
للخصب وللحظ الجيد، أخذ الرومان حدوة الحصان عن الإغريق عادّين وظيفتها المزدوجة في
حدي الأحصنة وردع الشيطان والأرواح الشريرة.
وعندما بلغ الخوف من السحر في القرون الوسطي ذروته، أولي الناس الحدوة مزيدا من الاهتمام.
فاعتقد الناس تلك الحقبة بأن الساحرات يسافرن علي المكاني لأنهن تخشين الأحصنة ةأي شيء
يذكر بها، مما يجعل للحدوة قوة خطر السحر، زاد الناس في اعتقادهم حول الحدوة فوضعوا علي
تابوت المرأة المتهمة بامتهان السحر حدوة الحصان لتمنعها من الانبعاث من جديد. اعتقد
صانعوا الحدوات في روسيا أنهم قادرون علي ممارسة السحر الأبيض لمواجهة السحرة ولرعاية
قسم الزواج وعقود العمل، فلم يكن ذلك اقسم يؤدي علي الإنجيل بل علي سندان الحداد الذي
عليه تصنع الحدوات.
لم يعلق الإنسان الحدوات آنذاك كيفما قدر لهم، بل وفق قاعدة ثابتة تتمثل بجعل طرفيها الحدين
للأعلي حفاظا علي قدرتها لجلب الحظ. ,بقيت الحدوة رمزا للحظ في في الجزر البريطانية حتي
حلول القرن التاسع عشر. تقول إحدي الأغنيات الأيرلندية الشائعة التي . رافق نشوؤها اسطورة
القديس.
هناك قصة السامري لها ارتباط بالخيل، قال تعالي: 'فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك
سولت لي نفسي' ذكر ابن كثير في تفسيره فقال: 'وقال مجاهد 'فقبضت قبضة من أثر الرسول'
قال من حافر فرس جبريل، قال والقبضة ملء الكف'. والسامري هذا ما هو إلا ساحر، أخذ الحلي
من القوم واخرج في المقابل عجلا جسدا له خوار، وقد استخدم أثر فرس جبريل عليه السلام في
تنفيذ سحره كما بينت الآية، والأثر هذا كان مرتبطا أو عالقا بحافر الفرس أي بالحدوة المركبة
في نهاية الحافر. لذلك تدخل الحدوة في تنفيذ الأسحار بشكل كبير، ربما كانت بداية الاهتمام بها
وإدخالها في طقوس السحر من قصة السامري هذا، والله أعلم. هذه هي حقيقة العلاقة بين الرمز
السحري والأسطورة، وبين تكليف الشياطين بالتوكل بتفيذ الغرض منها كطقس سحري.
وتستخدم حدوة الحصان عبر التماثيل التي توضع فوق تورتة الزفاف وغيرها من المناسبات
السعيدة وترجع فكرة وضع تمثال علي تورتة العروس الي العصر الفيكتوري حيث كانت العروسة
تضع تمثالا فوق كل دور من التورتة و تغلفه بشريط من الحرير ثم تقوم وصيفات الشرف بقص
الشريط قبل تقطيع التورتة ومع الوقت اصبح تمثالا واحدا اصبح بمثابة تعويذة او رمز لحياتهما
القادمة معا.
تمائم واحجبة
ويروي مصممو "التمائم" أنها هي الأكثر انتشارا في الأسواق العربية والعالمية، وأن التطور
التكنولوجي والثقافي أعطي المصممين فرصة كبيرة للإبداع والتفنن في تصميمها لكل النساء
علي اختلاف الأعمار والثقافات.
كما أن تميمة 'القلب' هي الأبرز والأكثر مبيعا، بما تحمله من مشاعر الحياة والحب والعاطفة،
وبالتالي تمثل أفضل وأنسب هدية، و يمكن الآن ايضا وضع بعض اللمسات الشخصية عليها، مثل
إضافة الاسم أو تاريخ مهم أو عبارة أو نقش وغيرها. وتفضل المرأة العربية عادة قلادة 'لا إله
إلا الله محمد رسول الله'، و غيرها من التمائم التي تحوي آية قرآنية أو رسما للكعبة، مبتعدات
عن الصور الآدمية والحيوانات.
كما أن الموروث الشعبي يؤثر في اختيار المرأة لتميمتها، إذ إن هذا التراث في مصر مثلا، تجمعت
فيه ثقافات عدة أهمها الموروث الفرعوني والقبطي والإسلامي والبدوي، وعلي أساس بيئتها
وثقافتها، تختار المرأة المصرية تميمتها. ومن أبرز التمائم التي تري فهمي أن لها رواجا:
الخمسة والخميسة 'كف اليد'، الخرطوش الملكي، المصحف، العين، الثعبان، الهلال الإسلامي
المأخوذ من مئذنة المسجد، النجمة الإسلامية الموجودة علي جدران المساجد، ولفظة "ما شاء
الله".
فضلا عن تمائم الأحجار الكريمة التي لها دلالة علاجية مثل حجر الزبرجد الأخضر لزيادة النضارة
والشباب، وحجر الفيروز الأزرق لطرد الحسد، موضحة أن بعض النساء يفضلن اقتناء تمائم
الأحجار الكريمة التي لها مدلول علاجي حتي وإن لم تشعر بجدوي هذا الحجر في العلاج، بل
وتذهب إلي أبعد من ذلك لتقول إن بعض النساء يرتدين التميمة كعلامة لدرء الحسد وقهر الزمن،
رغبة في إطالة العمر.
ويشير الخبراء ان للتمائم علاقة خاصة بعالم النساء في جميع مراحل حياتهن، إذ إن المرأة تعيش
من نعومة أظفارها في ارتباط مع التميمة والعقد والخاتم. وكم من النساء من تحتفظ في زينتها
بالعديد من التمائم تتنوع من بين حرف من أسمها، أو برجها، أو ربما تميمة أهدت لها يوم
ولادتها تحتفظ بها علي مر الأيام تكبر معها حاملة عبق الطفولة الجميلة، فالعين والكف من ابرز
هدايا المولود لدي العرب.
و تعلق علي الصدر تعبر بشكل واضح عن شخصية صاحبتها، فبعض النساء اللائي يتميزن بقوة
الشخصية والتحدي يفضلن دوما ارتداء التمائم التي تثير الغموض والحيرة، بينما تفضل نساء
أخريات الاكتفاء بارتداء أبسط الأشكال، حتي أن بعضهن يفضل إخفاءها تحت الملابس، خشية
من أن يسأل أحد عن سبب ارتدائها أو عن فحوي التميمة وما تمثله في ثقافتها.
كما ان نساء بعض المجتمعات العربية يرين في التميمة قوة روحانية لا يستهان بها، بل وتصاب
بعضهن بالذعر حين فقدانها او نسيانها في مكان ما، لأنهن يعتبرنها أداة لدفع البلاء وجلب
الخير، خاصة عندما تكون التميمة أو القلادة آية قرآنية أو دعاء أو لفظ الجلالة
الشديد للاعتقادات في الخرافات والأساطير التي تملأ سجل تاريخها على مر العصور، ورغم
التقدم العلمي المذهل ودخول البشرية في عصر الأقمار الصناعية والإنترنت، لا تزال هذه
المعتقدات تحتل رصيدا كبيرا من المكون الثقافي والاجتماعي لحياة أبناء العرب
ويرتبط تعلق الإنسان بالتفكير الأسطوري أو الخرافي بلحظة وجوده في الأرض، فلطالما حاول فهم
كثير من الأسرار وفك الغموض الذي يكتنفها ورغم انه فك الكثير من ألغازها إلا أن هناك العديد
من الألغاز ظلت عصية علي الإدراك، ولذلك لجأ الإنسان إلي إحالة ما عجز عن فهمه للأسطورة
التي ابتكرها ولجأ مع ذلك إلي الاعتقاد في مجسدات لتلك الأساطير وراح يضفي عليها صفات
خارقة في محاولة لتحقيق الأمن الذي يفتقده, ورغم كل ذلك إلا أن هناك العديد من التمائم
والتعاويذ لها أصول دينية، بحسب التحقيق الذي أجراه الصحفي سيد أمين بجريدة "الأسبوع"القاهرية
ومع ان عالم التمائم والقلائد، عالم ملفوف بالسحر والغموض والجمال، ورغم أنه عرف عبر
التاريخ تطورات كثيرة، إلا انه لم يتغير بالنسبة للمرأة في ما يتضمنه من معان، فقد تكون
التميمة رمزا عميقا للحب والإخلاص، أو طمعا في حصانة ومنعة، كما قد تكون ذكري لحبيب، أو
هدية من شخص عزيز، أو دفعا لمكروه يخشي منه، وهلم جرا. لكن بالرغم من كل شيء، تظل
التمائم الهدية الأجمل والأكثر تعبيرا.
ولا شك أن رحلة التمائم طريفة، فقد انتقلت من تميمة صغيرة، تمثل الجعران، التي احتفي بها
الفراعنة ونقشوها علي معابدهم قبل آلاف السنين علي أساس أنها تمنح القوة، إلي عالم
التصميم، حيث تلقفتها بيوت الأزياء العالمية لتطرحها بأشكال جد مغرية لأنها تتبع خطوط
الموضة. كانت هناك أيضا تميمة توت عنخ آمون الذهبية المزينة بثعبان الكوبرا التي ارتداها
الفراعنة لتحدي الأرواح الشريرة. وكانت تميمة السلحفاة ترمز للحكمة والوقاية من السحر
الأسود.
وانتشرت في العصر الفاطمي تمائم الهلال، وإيران في القرن الرابع عشر الميلادي ازدهرت
صناعة قلادة المصحف الشريف المصنوعة من الفضة. وايطاليا في القرن التاسع عشر انتشرت
تمائم الحروف الأولي من الأسماء لتكون رسالة حب من نوع خاص، يربطها البعض بقصة
روميو وجولييت الشهيرة
خرزة زرقاء
ويرجع تاريخ الخرزة الزرقاء التي تعلقها النساء في الحلي المتدلي علي صدورهن او في الأساور
والخواتم التي ترتدينها في اكفهن او في السيارات والاباجورات وغيرها الي اعتقاد شائع بأن
تلك الخرزة الزرقاء تحميهن من الحسد وتساعدهن في جلب الرزق وتبعد بهن عن الرزايا
والخطايا وانها "بركة".
ويروي الرواة – كما روي ايضا عن كعب الاحبار - بألفاظ مختلفة ومعان متفقة لا ندرك مدي
صحتها - أن الله – عز وجل - حينما اراد ان يخلق السموات والارض خلق جوهرة زرقاء
اضعاف طباق السموات والارض ثم نظر إليها نظره هيبة فصارت ماء ثم نظر الي الماء فارتفع
منه زبد ودخان وبخار فخلق من الدخان السماء والبخار البحار والمحيطات ومن الزبد الارض.
ومن أنواع الحلي قلادات الخرز والتي يطلق عليها اسم المنثورة و المفلطح العريض الذي يلبس
حول العنق ويغلق بمشبك أو ضمن سلسلة تتدلي من خلف العنق . وهذا النوع يضم أحيانا عددا
من الحلقان المتدلية . كما توجد أنواع أخري من القلادات تعتبر أكثر تطورا وتعقيدا تعلوها
نقوش ورسوم ذهبية بارزة . وترمز بعض هذه النقوش لأشخاص معينين مما يوحي بأن الذهب
المستعمل منقول من عملات نقدية وقد يضاف الي الزخرفة بعض خرز المرجان وهناك نوع آخر
من القلادات تعلوه نقوش كثيفة موصول بسلاسل.
ويعتقد الناس أن مثل هذه القطع تقي الناس من الحسد أو العين الشريرة، ومع أن التميمة أو
الحرز يلبس عادة حول العنق الا أنه في بعض الأحيان يستعمل كحلية تلبس في مقدمة الرأس.
وتكون عادة غالبية الأساور مطعمة بالأحجار الكريمة والفصوص الزرقاء ويقال أن ذلك حتي يتاح
للرجال أن يتبينوا النساء بها كما تلبس النساء والفتيات الخواتم في كل أصابع اليد وأصابع القدم
علي السواء وخواتم القدم رقيقة ومنقوشة ببساطة إلا أن هناك خواتم منقوشة وفقا لكل إصبع
تلبس فيه ، وتتكون عادة من خاتمين ، واحد منها في كل كف فالخواتم التي تسمي الشواهد
تختص بالاصبع الأول وتحتوي علي زخارف ونقوش في الواجهة تستدق عند الأطراف . أما
خاتم الاصبع الثاني فيسمي خاتم بو فصوص ويتكون عادة من قطعة مستديرة منقوشة، أما خاتم
الاصبع الثالث فيسمي خاتم أبوست المربع وعليه زخارف مربعة الشكل .
أما خاتم الاصبع الرابع فيسمي حيسة وقد يزين بفص أو حجر ملون لا سيما الازرق أو زجاج
وشكله يشبه شكل ورقة التوت المصنوعة من الخرز الفضي . أما خواتم اصبع الابهام فهي من
الفضة وتكون أحيانا محلاة بحجر صغير في وسطها
ومع أن اكثر الخواتم تصنع لأهداف تتصل بالفن والزخرفة وأعمال النقش ،غير أن الخواتم
المرصعة بالقرون والعظام كان الاعتقاد أنها تطرد العين الشريرة وتبعد الحسد عن صاحبها ؛
وللزار خواتم خاصة تصنع عادة من الذهب وترصع بفصوص من العقيق الأحمر أو بقاعدة مربعة
الشكل تحمل نقوشا وزخارف علي الجوانب وفي سطحها وشكلها يشبه شكل قبة المسجد ، أما
الأحجار الكريمة فقلما تستعمل في الخواتم العمانية ربما الأنها غير متوفرة ، غير أنه توجد بعض
الخواتم المرصعة بالفيروز أو غيره من الأحجار النفيسة وذلك لاستخدامها في المناسبات
الاجتماعية و الحفلات الرسمية.
إن الرنين الذي يحدثه لبس الخلاخيل في رسغ قدم المرأة يكون لهما وقع موسيقي جميل ، كما
يقال أن القصد منها في الماضي كان أن يبقي الرجل علي علم بحركات زوجته دون أن يراها
وللخلاخيل أطراف معقوفة بينما لا ينطبق هذا علي الأساور ويوجد نوع سميك يسمي النطل.
وتسمح بعض الدول العربية للاطفال بارتداء الخلخال والذي يكون عبارة عن نوعا مفلطح صغير
من الخلاخيل يسميها البعض حواجيل ولها سلسلة تتدلي منها، ومن أنواع الخلاخيل كثيرة
الاستعمال الويل شكله دقيق يثبت بمسمار في الوسط ؛ كما يوجد نوع من الخلاخيل السميكة التي
تشبه حدوة الحصان في الشكل تعلوها نقوش بارزة أما الخلاخيل الظفارية فهي عادة تتألف من
أشرطة معقدة من السلاسل تتدلي منهاأجراس.
وتوضع الخرزة الزرقاء ايضا في الاقراط التي تتخذ هي الاخري اشكالا غريبة مثل تلك الأقراط
الكبيرة التي تكون مجوفة عادة وتحيط بها نقوش جميلة تنتهي داخل مثلث من الخرز علي شكل
هرم مقلوب ومثبتة في مساحة تسمح بتعليقها في الأذن ، وإن كانت في معظم الأحوال تتدلي من
خلال سلاسل خاصة بها .
وهناك ايضا النوع المدور المسمي "الشغاب" ويكون أحد أجزاء هذه الحلية أملس بينما أجزاؤه
الأخري مضلعة ويضم القرط عادة قلادة أو قلادتين تتدليان منه ويتم تصميم هذه القلادة في عمان
علي شكل ورقة التوت.
وحكاية كف اليد او التخميسة حكاية مدهشة هي الاخري فقد جاء في سفر الخروج في التوراة ان
"يهوه" او الله – عز وجل - حينما أمر بني إسرائيل بالخروج من مصر امرهم بذبح خراف
تقربا اليه ولكن اليهود خافوا ان لا يستيقظ بعضهم قبل طلوع الشمس في اليوم المحدد لهم
الهروب فيه وحينئذ سيفتك بهم فرعون لذلك طلبوا من موسي ان يتوسط لهم عند ربهم ليوقظهم
في اليوم الموعود فقال لهم موسي ان "يهوه"سيجوب علي بيوتهم تخبيطا حتي يتمكنوا من
الاستيقاظ والهروب.
وحسب أسطورتهم الخرافية هذه، فإن اليهود عادوا مرة ثانية للخوف من أن يخطئ إلههم – تعالى
الله عما يصفون - فيقرع بيتا من بيوت المصريين ظنا منه انه بيت ليهودي وبالتالي سوف
يستيقظ المصريون ويفتكوا بهم بعدما كانوا ينوون الهرب بحلي زوجات المصريين الذين
استعاروها ليلا فطلبوا من موسي أن يجد حلا لطمأنتهم فعاد موسي يطلب من يغمسوا اكفهم بدماء
القرابين التي ذبحوها وان يضربوا بها علي ابواب بيوتهم حتي يتمكن الخالق - عزو جل
التعرف عليها ففعلوا
وبناء علي ذلك فاننا نجد العديد من المصريين يقومون بممارسة هذه العادة حتي الان ظنا منهم
انها مدعاة للبركة وحسن الطالع وهم لا يعرفون انها موروث يهودي خلفه اليهود حينما كانوا في
مصر
ولا يفوتنا ونحن في هذ الصدد ان نشير الي ان موروثات اخري عديدة يتداولها المصريون رغم
اصولها الفكرية اليهودية منها عبارة "اللهو الخفي" وهي العبارة التي كان يتهكم بها المصريون
من اليهود حينما رأوهم يعبدون إلها لا يرونه وكانوا يقولون اليهود يعبدون "اليهوه الخفي"
وكذلك يا "خلق يا هوه" التي يقولها البعض تعجبا ومعناها يا خلق الله.
وتعددت اوجه استخدام الكف في العصر الحديث حيث صارت تصنع اشياء كثيرة علي تلك الهيئة
منها خاصة في تصميمات بعض المقاعد والميداليات والحلي الذهبية لا سيما السلاسل وتعلق في
واجهة السيارات بشكل يضفي جمالا عليها كما تستخدم كميداليات
عين زرقاء
تعتبر ثقافة التعويذة ثقافة عالمية وقد عرف أن من العادات القديمة المستخدمة لتجنب الحسد هو
تعليق تعويذة العين الزرقاء او 'ام سبع عيون' علي واجهات المحلات والبيوت وهذه التعويذة
قديمة جدا تعود الي ايام البابليين القدماء حين كانوا يعتقدون بأن النفس الشريرة او الاشعاع
المنبعث من العين الحاسدة عندما يتشتت او ينقسم الي سبعة اقسام يفقد قابليته علي الايذاء ومن
هنا بدأ البابليون بتعليق هذه التعويذة في كل مكان في قصور الملوك وفي الساحات العامة وحتي
في الشوارع.
اما بالنسبة للون الازرق فهو كذلك وحسب الدراسات الحديثة وجدوا ان هذا اللون له القابلية علي
امتصاص الاشعة المنبعثة من العين وتشتيتها وجعلها غير فعالة . ولهذا نري ان تعويذة السبع
عيون عادة ما تكون زرقاء اللون.
و ذكرت مجلة إكسبريس الفرنسية علي موقعها الالكتروني ان الدراسة التي قام بها طبيب علم
الوراثة الدنماركي البروفيسور هانز ايبيرغ كشفت عن ان العيون الزرقاء لم تكن موجودة في
العالم منذ أكثر من 10 آلاف عام و ان سبب ظهورها منذ هذا التاريخ يعود الي عيب وراثي ادي
الي تغيّر عيون بعض الاشخاص من اللون الغامق الي اللون الأزرق.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية الألمانية هيومان جينيتيكس عن ان ظهور العين
الزرقاء في العالم للمرة الاولي يرجع الي تغيير طرأ علي افراز كميات الجين المسؤول عن تلوين
حدقة العين بعد ان كانت عيون البشر منذ بدء الخليقة تتميز باللون الغامق.
وللعين في الامثال مقولات عديدة منها عين الحسود فيها عود وكذلك حطي في عينك حصوة ملح
وهي المثل الذي يقال للمرأة التي يخشي منها الحسد ويرجع اصل الحكاية الي اصل توراتي يحكي
عن ان الملكين نصحا سيدنا لوط واسرته الي الفرار من القرية قبل تدميرها ونصحوهما بعدم
النظر للخلف الا ان زوجة سيدنا لوط نظرت خلفها فتحولت الي عمود ملح ولذلك فحينما تقال هذه
العبارة يقصد منها اخذ العظة مما حدث لزوجة لوط.
تستخدم العين في اشياء كثيرة كالنظارات وتعلق علي الابواب او ترسم عليها او تستخدم
كمصابيح كما هو الحال في مصابيح السيارات.
حدوة حصان
يري الباحث الانجليزي تشارلز باناتي ان حدوة الحصان أكثر تعويذات الحظ انتشارا في العالم،
فلقد شاعت في كل زمان ومكان وحيثما وجد الحصان والإنسان. اخترع الإغريق حدوة الحصان
في القرن الرابع وعدوها مثالا للحظ الجيد. إلا أن الأساطير، وعلي الرغم من تلك الوقائع، تعزو
تلك العادة إلي القديس دونستان الذي أعطي للحدوة المعلقة فوق باب المنزل قوة خاصة لردع
الشيطان.
ويعد دونستان الحداد الذي اصبح اسقف كانتبري عام 959 ميلادية طبقا للتقليد منشئ العادة،
ففي أحدالأيام، أتي إليه رجل وطلب منه أن يحدي قدميه، مما أثار الشك لدي دونستان بأن السائل
هو الشيطان خاصة وأن له أظلافا مشقوقة، لذلك فقد أوضح له أن عليه أن يعلقه مقيدا إلي الحائط
ليستطيعانجاز العمل، وعلي نحو متعمد، أنجز دونستان عمله، مكيلا العذاب والآلام للشيطان مما
جر الأخير إلي توسل الرحمة، لرفض دونستان تحريره قبل ان يقوم بإعطاءه قسما صادقا بأنه لن
يدخل قط أي منزل وضعت حدوة حصان علي بابه.
ويضيف باناتي انه ما يزال المسيحيون، منذ ظهور هذه القصة في القرن العاشر، يستخدمون
الحدوة بكثير من الثقة، علي إطار باب المنزل أو الأمر ومن ثم في منتصف الباب لتخدم وظيفة
أخري في دق الباب إضافة إلي منعها للشيطان من دخول المنزل.
ولقد عزي الإغريق القوي السحرية في الحدوة إلي عوامل أخري. صنعت الحدوات من الحديد
الذي يعتقدون أن به قدرة لردع الشيطان، وأخذت شكل هلال القمر الذي اعتبره الإغريق رمزا
للخصب وللحظ الجيد، أخذ الرومان حدوة الحصان عن الإغريق عادّين وظيفتها المزدوجة في
حدي الأحصنة وردع الشيطان والأرواح الشريرة.
وعندما بلغ الخوف من السحر في القرون الوسطي ذروته، أولي الناس الحدوة مزيدا من الاهتمام.
فاعتقد الناس تلك الحقبة بأن الساحرات يسافرن علي المكاني لأنهن تخشين الأحصنة ةأي شيء
يذكر بها، مما يجعل للحدوة قوة خطر السحر، زاد الناس في اعتقادهم حول الحدوة فوضعوا علي
تابوت المرأة المتهمة بامتهان السحر حدوة الحصان لتمنعها من الانبعاث من جديد. اعتقد
صانعوا الحدوات في روسيا أنهم قادرون علي ممارسة السحر الأبيض لمواجهة السحرة ولرعاية
قسم الزواج وعقود العمل، فلم يكن ذلك اقسم يؤدي علي الإنجيل بل علي سندان الحداد الذي
عليه تصنع الحدوات.
لم يعلق الإنسان الحدوات آنذاك كيفما قدر لهم، بل وفق قاعدة ثابتة تتمثل بجعل طرفيها الحدين
للأعلي حفاظا علي قدرتها لجلب الحظ. ,بقيت الحدوة رمزا للحظ في في الجزر البريطانية حتي
حلول القرن التاسع عشر. تقول إحدي الأغنيات الأيرلندية الشائعة التي . رافق نشوؤها اسطورة
القديس.
هناك قصة السامري لها ارتباط بالخيل، قال تعالي: 'فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك
سولت لي نفسي' ذكر ابن كثير في تفسيره فقال: 'وقال مجاهد 'فقبضت قبضة من أثر الرسول'
قال من حافر فرس جبريل، قال والقبضة ملء الكف'. والسامري هذا ما هو إلا ساحر، أخذ الحلي
من القوم واخرج في المقابل عجلا جسدا له خوار، وقد استخدم أثر فرس جبريل عليه السلام في
تنفيذ سحره كما بينت الآية، والأثر هذا كان مرتبطا أو عالقا بحافر الفرس أي بالحدوة المركبة
في نهاية الحافر. لذلك تدخل الحدوة في تنفيذ الأسحار بشكل كبير، ربما كانت بداية الاهتمام بها
وإدخالها في طقوس السحر من قصة السامري هذا، والله أعلم. هذه هي حقيقة العلاقة بين الرمز
السحري والأسطورة، وبين تكليف الشياطين بالتوكل بتفيذ الغرض منها كطقس سحري.
وتستخدم حدوة الحصان عبر التماثيل التي توضع فوق تورتة الزفاف وغيرها من المناسبات
السعيدة وترجع فكرة وضع تمثال علي تورتة العروس الي العصر الفيكتوري حيث كانت العروسة
تضع تمثالا فوق كل دور من التورتة و تغلفه بشريط من الحرير ثم تقوم وصيفات الشرف بقص
الشريط قبل تقطيع التورتة ومع الوقت اصبح تمثالا واحدا اصبح بمثابة تعويذة او رمز لحياتهما
القادمة معا.
تمائم واحجبة
ويروي مصممو "التمائم" أنها هي الأكثر انتشارا في الأسواق العربية والعالمية، وأن التطور
التكنولوجي والثقافي أعطي المصممين فرصة كبيرة للإبداع والتفنن في تصميمها لكل النساء
علي اختلاف الأعمار والثقافات.
كما أن تميمة 'القلب' هي الأبرز والأكثر مبيعا، بما تحمله من مشاعر الحياة والحب والعاطفة،
وبالتالي تمثل أفضل وأنسب هدية، و يمكن الآن ايضا وضع بعض اللمسات الشخصية عليها، مثل
إضافة الاسم أو تاريخ مهم أو عبارة أو نقش وغيرها. وتفضل المرأة العربية عادة قلادة 'لا إله
إلا الله محمد رسول الله'، و غيرها من التمائم التي تحوي آية قرآنية أو رسما للكعبة، مبتعدات
عن الصور الآدمية والحيوانات.
كما أن الموروث الشعبي يؤثر في اختيار المرأة لتميمتها، إذ إن هذا التراث في مصر مثلا، تجمعت
فيه ثقافات عدة أهمها الموروث الفرعوني والقبطي والإسلامي والبدوي، وعلي أساس بيئتها
وثقافتها، تختار المرأة المصرية تميمتها. ومن أبرز التمائم التي تري فهمي أن لها رواجا:
الخمسة والخميسة 'كف اليد'، الخرطوش الملكي، المصحف، العين، الثعبان، الهلال الإسلامي
المأخوذ من مئذنة المسجد، النجمة الإسلامية الموجودة علي جدران المساجد، ولفظة "ما شاء
الله".
فضلا عن تمائم الأحجار الكريمة التي لها دلالة علاجية مثل حجر الزبرجد الأخضر لزيادة النضارة
والشباب، وحجر الفيروز الأزرق لطرد الحسد، موضحة أن بعض النساء يفضلن اقتناء تمائم
الأحجار الكريمة التي لها مدلول علاجي حتي وإن لم تشعر بجدوي هذا الحجر في العلاج، بل
وتذهب إلي أبعد من ذلك لتقول إن بعض النساء يرتدين التميمة كعلامة لدرء الحسد وقهر الزمن،
رغبة في إطالة العمر.
ويشير الخبراء ان للتمائم علاقة خاصة بعالم النساء في جميع مراحل حياتهن، إذ إن المرأة تعيش
من نعومة أظفارها في ارتباط مع التميمة والعقد والخاتم. وكم من النساء من تحتفظ في زينتها
بالعديد من التمائم تتنوع من بين حرف من أسمها، أو برجها، أو ربما تميمة أهدت لها يوم
ولادتها تحتفظ بها علي مر الأيام تكبر معها حاملة عبق الطفولة الجميلة، فالعين والكف من ابرز
هدايا المولود لدي العرب.
و تعلق علي الصدر تعبر بشكل واضح عن شخصية صاحبتها، فبعض النساء اللائي يتميزن بقوة
الشخصية والتحدي يفضلن دوما ارتداء التمائم التي تثير الغموض والحيرة، بينما تفضل نساء
أخريات الاكتفاء بارتداء أبسط الأشكال، حتي أن بعضهن يفضل إخفاءها تحت الملابس، خشية
من أن يسأل أحد عن سبب ارتدائها أو عن فحوي التميمة وما تمثله في ثقافتها.
كما ان نساء بعض المجتمعات العربية يرين في التميمة قوة روحانية لا يستهان بها، بل وتصاب
بعضهن بالذعر حين فقدانها او نسيانها في مكان ما، لأنهن يعتبرنها أداة لدفع البلاء وجلب
الخير، خاصة عندما تكون التميمة أو القلادة آية قرآنية أو دعاء أو لفظ الجلالة