لقاء مصر وإنجلترا الذي يديره الحكم كارلوس توريس من البارجواي ويشهده ملعب ويمبلي الشهير مساء الأربعاء الثالث من مارس في عاصمة الضباب سيكون هاماً للغاية لكلا الطرفين.
فأصحاب الأرض يعودون للتجمع بعد غياب طويل دام منذ بلوغهم للنهائيات العالمية للمرة الثالثة عشرة في تاريخهم بعد تصدرهم للمجموعة السادسة للتصفيات الأوربية وبعد فوزهم الثلاثي علي روسيا البيضاء في الرابع عشر من أكتوبر الماضي علي الملعب العتيق الذي تأسس عام 1924 و تم تحديثه و افتتاحه عام 2007.
منتخب مصر بدوره يريد أن يثبت للعالم أن غيابه عن النهائيات العالمية جاء لظروف استثنائية وأنه تعدي منافسة أقرانه الأفارقة وأصبح يقف علي قدم المساواة مع أكبر المنتخبات العالمية بعد أن وصل لأفضل تصنيف له بينها في الآونة الأخيرة، يساعده علي ذلك وجود كل عناصره التي تألقت إفريقيا يدعمها النجمين الكبيرين العائدين من الإصابة عمرو زكي مهاجم هال سيتي الإنجليزي الذي يسعي لإظهار قدراته أمام الإنجليز، ومحمد أبوتريكة الذي يأمل في استعادة ذاكرة التألق مع المنتخب من ناحية ومحو الصورة السيئة التي صاحبت مشاركته الصيف الماضي مع الأهلي في دورة ويمبلي من ناحية أخري.
فنياً، اللقاء يعني الكثير للإيطالي فابيو كابيلو المدير الفني للمنتخب الانجليزي الذي يأمل ألا تتسبب المشكلات الأخيرة في صفوف فريقه في التأثير علي استعداداته للنهائيات العالمية التي يسعي لتجاوز المجموعة الثالثة التي تجمعه مع الجزائر والولايات المتحدة وسلوفينيا والذهاب بعيداً فيها لتعويض الإخفاقات المتتالية لكرة القدم في هذا البلد الرائد كروياً أوربياً وعالمياً.
تصريحات المدرب البالغ من العمر 63 عاماً والذي سبق له قيادة منتخبات وأندية عالمية كبري تؤكد احترامه لأبطال أفريقيا خصوصاً بعد أن سبق له أن ذاق مرارة الخسارة في ملعب القاهرة أمام الأهلي عندما كان يقود فريق العاصمة الإيطالية في الحادي عشر من أغسطس عام 2002 بهدفي إبراهيم سعيد والأنجولي أفيلينو لوبيز مقابل هدف وحيد لمونتيلا من ركلة جزاء احتسبها الدولي المصري جمال الغندور.
حسن شحاتة من جانبه وبعد أن أكد قدرته و قيمته التدريبية قارياً، يعتبر اللقاء فرصة له ولفريقه لفرض إسمهم علي خارطة كرة القدم العالمية بعد أن فرضوا أنفسهم مجدداً كأسياد لكرة القدم الأفريقية في أنجولا وحققوا اللقب الثالث علي التوالي والسابع في تاريخهم.
ولا ينسي "المعلم" أن المواجهة الوحيدة له أمام الكرة الإنجليزية تفوق خلالها مع فريق الشباب المصري في كأس العالم للشباب بدولة الإمارات عام 2003 بهدف تاريخي لمهاجمه المفضل عماد متعب .
اللقاء الكبير بين المنتخبين اللذين يحتلان المركزين التاسع والعاشر عالميا بفارق بسيط، سيكون الثالث بعد أن سبق لهما اللعب في القاهرة عام 1986 في إطار استعداد مصر لكأس الأمم، وإنجلترا لكأس العالم، وفاز يومها فريق المدرب بوبي روبسون برباعية بيضاء علي منتخب مصر الذي قاده الويلزي مايكل سميث.
والأخر كان رسمياً في نهائيات كأس العالم بإيطاليا في 21 يونيه 1990 و فاز زملاء جاري لينيكر بهدف المدافع مارك رايت في ختام مباريات المجموعة السادسة.
أخيراً تملك مصر التي أحرجت البرازيل وهزمت إيطاليا في كأس القارات وتفوقت علي كل المنتخبات الأفريقية في أنجولا، تملك فرصة ذهبية لإظهار قدراتها الحقيقية أمام بلد مهد كرة القدم علي الملعب الذي شهد التتويج العالمي الوحيد لها في الثلاثين من يوليو 1966 بعد الفوز علي ألمانيا برباعية مقابل هدفين.