لا تتعجب من العنوان ... اقرأ الموضوع ليزيل التعجب
لم يدر أحد أبداً مالذى أصاب ذلك الطفل الهندى ( برامود شارما )
عندما بلغ الثالثة من عمره فى مارس 1947 م !!
ففجأة ودون سابق انذار راح يرفض تماماً هويته الأصلية ويصر
على أنه شخص آخر تماماً ..
شخص يُدعى ( بار مانندا ) كان يُقيم فى ( مراد آباد ) قديماً ..
وكانت مفاجأة مذهلة للجميع ...
مفاجأة جعلت عيونهم تتسع فى دهشة وقلوبهم تخفق فى وجل ،
وعقولهم ترفض وتستنكر الأمر ..ومن كل العيون أطل شك يمتزج
بالخوف ..
ليس لأن الأمر عجيباً ومرفوضاً فى العقيدة الهندية ، إذ أن بعضهم
هناك يؤمن تماماً بما يسميه العلماء تناسخ الأرواح ولكن لأن العقيدة
نفسها تقول أن الشخص الذى يأتى من حياة سابقة لا يعمر كثيراُ
وطويلاً
ولهذا رفض والد ( برامود ) مجرد مناقشة الأمر
إلا أن هذا لم يغير شيئاً من اعتقاد الطفل واصراره .. بل ضاعف من
حديثه حول مراد آباد وحياته السابقة فيها وأسررته وراح يقارن بينها
وبين حياته العادية فى مقاطعة ( باورن)
وتضاعف رعب الابوين أكثر وأكثر فعلى الرغم من أن عقيدتهم لا
تعارض هذا ، إلا أن سماع حدوثه لدى الآخرين شيئ وحدوثه وسط
الأسرة شيء آخر تماماً
ومع تداعى الأحداث استعاد الكل قصة قديمة شائعة عن امرأة هندية
تدعى ( شانتى ديفى) مازالت تعمل وتقيم فى نيودلهى وتصر على أنها
عاشت حياة سابقة فى (موترا )
وقبل أن تهدأ الأمور وينجح الكل فى تجاهل هذا والتعايش معه فى
سلام
فاجأ ( برامود) والده ذات يوم بأنه يريد العودة الى مسقط رأسه
القديم .. الى ( مراد آباد)
وعقدت الدهشة لسان الأستاذ البسيط ولم ينبس ببنت شفه ووقف
يحدق فى وجه ابنه الذى بدا رصيناً حاسما على نحو لا يتفق مع
سنوات عمره القليلة وهو يؤكد رغبته فى العودة الى منزله السابق
والى متجره الذى يحوى العديد من السلع والبضائع
وفى ثقة وسرعة راح يعدد لوالده عشرات الأصناف والسلع التى
تتوافر فى متجر مراد آباد ولا تتوافر عادة فى باورن وعينا الأب تزداد
اتساعاً ووجهه الهلع يزداد يزداد شحوباً ورعباً
ثم لم يلبث أن أعلن وبكل الحزم والصرامة أنه
لن يذهب الى مراد آباد
وهنا اخذ الطفل يبكى ويتوسل ويستعين بالاقارب والاصدقاء الذين
حاولوا التدخل لاقناع الاستاذ وزوجته باصطحاب الطفل الى مراد اباد
للتأكد من روايته
ولن كل هذا لم يجد نفعاً وظل الوالد على رفضه وصاراه بشدة
الا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد
فذات يوم عاد ( برامود) الى بيته مؤكداً أنه عاد علي التو من مدينة (
ساهرا نبور) وأنه قد عرف أخيراً السبب فى وفاته ؟؟ووصفه بأنه
الماء الساخن الذى أصاب معدته ثم هز رأسه فى وقار ناضج ليضيف
أن هذا هو سبب قدومه الى ( باورن )
وفى هذه المره راح الطفل يصف حياته السابقة بدقة ويقول
أنه كان اباً لأربعة أبناء وابنة واحدة وزوج لامرأة بدينة مازالت
تعيش فى مراد آباد ثم راح يبكى فى حرارة ويتوسل الى والده أن
يسافر ليرى عائلته ومنزله ومتجره وليثبت صحة روايته
وهنا لم يعد هناك مجال للتردد واستسلم الأب تماماً
وفى الخامس عشر من أغسطس 1949 وبعد خمسة أشهر من بلوغه
عامه الخامس سافر ( برامود) ووالده مع بعض أقاربه الى مراد اباد
لحسم هذه المسالة تماماً
ولكن ما حدث كان مذهلا بحق
فعلى الرغم من أنها أول مرة يزور فيها ( برامود ) مراد اباد بطبيعة
الحال الا انه لم يكد يصل اليها حتى شملته سعادة غامرة وأخر الجميع
أنه سيقودهم بنفسه هناك !!!!
ودون لمحة واحدة من التردد قادهم الى متجره والتقى باخوته
الذين يديرونه وتعرفهم جميعاً بلا استثناء وتحدث عن دعابات قديمة
بينه وبينهم لا يمكن أن يعرفها سواهم وسى شقيقهم الراحل (
برامنندا )
وبعد هذا اتجه الى مصنع المياه الغازية الذى كان يديره قديماً وشرح
لمرافقيه كيف تعمل آلاته وكيف تم استيرادها وتشغيلها على نحو
يستحيل أن يفهمه أو يستوعبه طفل فى مثل عمره !!!!!
ثم كان اللقاءء الأكثر اثارة .. لقاء برامود بعائلة ( بارمنندا)
لقد تعرف جميع أفراد العائلة واحداً واحداً وتحدث معهم عن أمور
وموضوعات حميمة خاصة جدا يستحيل أن يعرفها شخص غريب
وأجاب كل الأسئلة التى طرحت عليه ووصف البيت بكل تفاصيله قبل
أن ينهض لرؤيته والتجول فيه بشوق
بل وتعرف على كل التغيرات التى طرأت عليه منذ وفاة ( بارامنندا )
والى الحجرتين اللتين أضيفتا و...انهارت أسرة ( بارامنندا) تماماً
لقد أذهلهم تماماً مارأوه وما فعله ( برامود ) وتعرفوا أسلوبه وحديثه
ولزماته
وفى لحظة العودة تعلق الجميع به وراح الكل يبكى فى مرارة حتى ان
الطفل قد صرخ وهم ينتزعونه من عائلة ( بارامندا) انتزاعاً طالباً
البقاء معهم باعتبارهم أسرته
ومع رحيله انهارت اسرة ( بارامند) وكأنها فقدت عائلها للمرة الثانية
وبعدها عاش ( برامود) مع والديه ) وراح يبذل قصارى جهده لنسيان
حياته السابقة تلك وليحيا باعتباره ( برامود) وليس ( بارامنندا )
الذى مات فى التاسعة والثلاثين من عمره فى مدينة مراد اباد فى
التاسع من مايو 1943 وقبل مولده هو بستة أيام فحسب
ولكن أحداً لم يمنحه فرصة النسيان اذ أن الجميع يصر على معرفة
وسماع قصته والتفكير طوال الوقت فى تلك الرواية
أو ذلك اللغز المذهل
والحديث هنا لا يتسع لمناقشة فكرة تناسخ الارواح نفسها أو اتفاقها
وتعارضها مع العلم والعقل والمنطق والعقيدة
ولكنه حديث عن واقعة مسجلة حار فيها الكل وعن لغز آخر من ألغاز
عالمنا لم نصل لحله أبداً حتى لحظة كتابة هذه السطور
عن كتاب الأمير د/ نبيل فاروق
لم يدر أحد أبداً مالذى أصاب ذلك الطفل الهندى ( برامود شارما )
عندما بلغ الثالثة من عمره فى مارس 1947 م !!
ففجأة ودون سابق انذار راح يرفض تماماً هويته الأصلية ويصر
على أنه شخص آخر تماماً ..
شخص يُدعى ( بار مانندا ) كان يُقيم فى ( مراد آباد ) قديماً ..
وكانت مفاجأة مذهلة للجميع ...
مفاجأة جعلت عيونهم تتسع فى دهشة وقلوبهم تخفق فى وجل ،
وعقولهم ترفض وتستنكر الأمر ..ومن كل العيون أطل شك يمتزج
بالخوف ..
ليس لأن الأمر عجيباً ومرفوضاً فى العقيدة الهندية ، إذ أن بعضهم
هناك يؤمن تماماً بما يسميه العلماء تناسخ الأرواح ولكن لأن العقيدة
نفسها تقول أن الشخص الذى يأتى من حياة سابقة لا يعمر كثيراُ
وطويلاً
ولهذا رفض والد ( برامود ) مجرد مناقشة الأمر
إلا أن هذا لم يغير شيئاً من اعتقاد الطفل واصراره .. بل ضاعف من
حديثه حول مراد آباد وحياته السابقة فيها وأسررته وراح يقارن بينها
وبين حياته العادية فى مقاطعة ( باورن)
وتضاعف رعب الابوين أكثر وأكثر فعلى الرغم من أن عقيدتهم لا
تعارض هذا ، إلا أن سماع حدوثه لدى الآخرين شيئ وحدوثه وسط
الأسرة شيء آخر تماماً
ومع تداعى الأحداث استعاد الكل قصة قديمة شائعة عن امرأة هندية
تدعى ( شانتى ديفى) مازالت تعمل وتقيم فى نيودلهى وتصر على أنها
عاشت حياة سابقة فى (موترا )
وقبل أن تهدأ الأمور وينجح الكل فى تجاهل هذا والتعايش معه فى
سلام
فاجأ ( برامود) والده ذات يوم بأنه يريد العودة الى مسقط رأسه
القديم .. الى ( مراد آباد)
وعقدت الدهشة لسان الأستاذ البسيط ولم ينبس ببنت شفه ووقف
يحدق فى وجه ابنه الذى بدا رصيناً حاسما على نحو لا يتفق مع
سنوات عمره القليلة وهو يؤكد رغبته فى العودة الى منزله السابق
والى متجره الذى يحوى العديد من السلع والبضائع
وفى ثقة وسرعة راح يعدد لوالده عشرات الأصناف والسلع التى
تتوافر فى متجر مراد آباد ولا تتوافر عادة فى باورن وعينا الأب تزداد
اتساعاً ووجهه الهلع يزداد يزداد شحوباً ورعباً
ثم لم يلبث أن أعلن وبكل الحزم والصرامة أنه
لن يذهب الى مراد آباد
وهنا اخذ الطفل يبكى ويتوسل ويستعين بالاقارب والاصدقاء الذين
حاولوا التدخل لاقناع الاستاذ وزوجته باصطحاب الطفل الى مراد اباد
للتأكد من روايته
ولن كل هذا لم يجد نفعاً وظل الوالد على رفضه وصاراه بشدة
الا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد
فذات يوم عاد ( برامود) الى بيته مؤكداً أنه عاد علي التو من مدينة (
ساهرا نبور) وأنه قد عرف أخيراً السبب فى وفاته ؟؟ووصفه بأنه
الماء الساخن الذى أصاب معدته ثم هز رأسه فى وقار ناضج ليضيف
أن هذا هو سبب قدومه الى ( باورن )
وفى هذه المره راح الطفل يصف حياته السابقة بدقة ويقول
أنه كان اباً لأربعة أبناء وابنة واحدة وزوج لامرأة بدينة مازالت
تعيش فى مراد آباد ثم راح يبكى فى حرارة ويتوسل الى والده أن
يسافر ليرى عائلته ومنزله ومتجره وليثبت صحة روايته
وهنا لم يعد هناك مجال للتردد واستسلم الأب تماماً
وفى الخامس عشر من أغسطس 1949 وبعد خمسة أشهر من بلوغه
عامه الخامس سافر ( برامود) ووالده مع بعض أقاربه الى مراد اباد
لحسم هذه المسالة تماماً
ولكن ما حدث كان مذهلا بحق
فعلى الرغم من أنها أول مرة يزور فيها ( برامود ) مراد اباد بطبيعة
الحال الا انه لم يكد يصل اليها حتى شملته سعادة غامرة وأخر الجميع
أنه سيقودهم بنفسه هناك !!!!
ودون لمحة واحدة من التردد قادهم الى متجره والتقى باخوته
الذين يديرونه وتعرفهم جميعاً بلا استثناء وتحدث عن دعابات قديمة
بينه وبينهم لا يمكن أن يعرفها سواهم وسى شقيقهم الراحل (
برامنندا )
وبعد هذا اتجه الى مصنع المياه الغازية الذى كان يديره قديماً وشرح
لمرافقيه كيف تعمل آلاته وكيف تم استيرادها وتشغيلها على نحو
يستحيل أن يفهمه أو يستوعبه طفل فى مثل عمره !!!!!
ثم كان اللقاءء الأكثر اثارة .. لقاء برامود بعائلة ( بارمنندا)
لقد تعرف جميع أفراد العائلة واحداً واحداً وتحدث معهم عن أمور
وموضوعات حميمة خاصة جدا يستحيل أن يعرفها شخص غريب
وأجاب كل الأسئلة التى طرحت عليه ووصف البيت بكل تفاصيله قبل
أن ينهض لرؤيته والتجول فيه بشوق
بل وتعرف على كل التغيرات التى طرأت عليه منذ وفاة ( بارامنندا )
والى الحجرتين اللتين أضيفتا و...انهارت أسرة ( بارامنندا) تماماً
لقد أذهلهم تماماً مارأوه وما فعله ( برامود ) وتعرفوا أسلوبه وحديثه
ولزماته
وفى لحظة العودة تعلق الجميع به وراح الكل يبكى فى مرارة حتى ان
الطفل قد صرخ وهم ينتزعونه من عائلة ( بارامندا) انتزاعاً طالباً
البقاء معهم باعتبارهم أسرته
ومع رحيله انهارت اسرة ( بارامند) وكأنها فقدت عائلها للمرة الثانية
وبعدها عاش ( برامود) مع والديه ) وراح يبذل قصارى جهده لنسيان
حياته السابقة تلك وليحيا باعتباره ( برامود) وليس ( بارامنندا )
الذى مات فى التاسعة والثلاثين من عمره فى مدينة مراد اباد فى
التاسع من مايو 1943 وقبل مولده هو بستة أيام فحسب
ولكن أحداً لم يمنحه فرصة النسيان اذ أن الجميع يصر على معرفة
وسماع قصته والتفكير طوال الوقت فى تلك الرواية
أو ذلك اللغز المذهل
والحديث هنا لا يتسع لمناقشة فكرة تناسخ الارواح نفسها أو اتفاقها
وتعارضها مع العلم والعقل والمنطق والعقيدة
ولكنه حديث عن واقعة مسجلة حار فيها الكل وعن لغز آخر من ألغاز
عالمنا لم نصل لحله أبداً حتى لحظة كتابة هذه السطور
عن كتاب الأمير د/ نبيل فاروق