يستحق ميدان التحرير في قلب القاهرة أن يحصل على لقب "دولة" منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي.
"صحيح أن حسني مبارك مازال يحكم مصر، إلا أنه لا يحكمنا هنا" هذا ما يقوله عمرو سالم أحد النشطاء في حركة 6 إبريل الاحتجاجية التي نظمت المظاهرات منذ بدايتها.
الدولة صار لها "حدود" وهي مداخل الميدان السبعة التي يشرف على تأمينها متظاهرون.هذه "الحدود" يتم تأمينها عبر متاريس أقامها المتظاهرون بعد أن خلعوا بعض الأسوار الحديدية للميدان.
وليس غريبا أن يضطلع بعض الأفراد بدق "طبول" الحرب عند بداية الاشتباكات مع المتظاهرين المؤيدين لمبارك كما حدث الأربعاء "الدامي" الماضي الذي سقط فيه ثمانية قتلى وعشرات الجرحى بحسب بعض التقديرات.
واستخدام القوة، حسب التعبير الأكاديمي لعلماء السياسة عند الحديث عن مكونات الدولة، يقع في يد المتظاهرين داخل الميدان
فمع التزام الجيش الحياد رغم انتشاره حول الميدان، اضطلع المتظاهرون بدور جهاز الشرطة الغائب عبر نقاط تفتيش أقاموها على جميع المداخل السبعة للميدان.
أحمد خليفة المتطوع في إحدى اللجان المشرفة على نقاط التفتيش قال "لا يمكنك الدخول إلى الميدان دون بطاقة تحقيق الهوية ودون تفتيشك ذاتيا".
الإدارة
الميدان أيضا صنع "جهازه الإداري"، وهو أحد عناصر تكوين الدولة حسب التعريف الأكاديمي للدولة.
ففي الميدان، هناك جهاز إداري يتعلق بتقديم العلاج للمصابين ورصد أسمائهم، وهناك جهاز إداري لتقديم الطعام وتنظيف الشوارع وتأمين وجود الشخصيات العامة التي توجد في الميدان من خلال تخصيص بعض أماكن الميدان لوجودهم وسط حراسة من قبل متطوعين.
ووصل الأمر إلى تكوين جهاز إداري يشرف على صنع معدات حربية مثل المنجنيق.
ولأن دولة ميدان التحرير تحتاج إلى جهاز إعلامي مشابه للدولة خارجه متمثلا في مبنى الإذاعة والتليفزيون الذي يقع على بعد دقائق، قام المتظاهرون بعمل إذاعة داخلية يشرف عليها متظاهرون.
ويتعدى دور الإذاعة بث الأغاني الوطنية لعبدالحليم حافظ مثل "صورة كلنا كده عايزين صورة" إلى التنبية عن طفل تائه أو بث آخر الأخبار التي ترد عبر الفضائيات العربية.
الأمن
ولأن فكرة الدولة يقوم على "الثواب والعقاب" للمواطنين، لم يكن غريبا أن يقيم المتظاهرون "سجونا" في الميدان أنشئت في مدخل محطة مترو الأنفاق الواقعة وسط الميدان.
وقال عبد الحميد إبراهيم احد المشرفين على تلك"السجون" إنه يتم فيها احتجاز احتجاز من يتم القبض عليه هم المواجهات مع المؤيدين لمبارك الواقفين على الجانب الآخر من الميدان، ثم يجري ترحيل "المحتجزين" وتسليمهم إلى الجيش.
وبالنسبة للمشاركين في الاعتصام توفر لهم هذه الأجواء احساسا بالأمن والأمان فهم يبيتون ليلتهم في ميدان التحرير دون عناء الانصراف والعودة نهارا للتظاهر.
وقالت نهى وهي تلتحف بغطاء ممتد بين أفراد أسرتها أنها باتت في منزلها "ثلاثة أيام لم أشعر فيها بالأمان، أنا الآن أشعر بأمان أكثر".
وفي نهاية يوم طويل من الاحتجاجات يقوم المتطوعون بأعمال النظافة من خلال جمع مخلفات الغذاء وكنس الأرصفة وهي أيضا من المهام التي توفرها بلديات المدن.
"صحيح أن حسني مبارك مازال يحكم مصر، إلا أنه لا يحكمنا هنا" هذا ما يقوله عمرو سالم أحد النشطاء في حركة 6 إبريل الاحتجاجية التي نظمت المظاهرات منذ بدايتها.
الدولة صار لها "حدود" وهي مداخل الميدان السبعة التي يشرف على تأمينها متظاهرون.هذه "الحدود" يتم تأمينها عبر متاريس أقامها المتظاهرون بعد أن خلعوا بعض الأسوار الحديدية للميدان.
وليس غريبا أن يضطلع بعض الأفراد بدق "طبول" الحرب عند بداية الاشتباكات مع المتظاهرين المؤيدين لمبارك كما حدث الأربعاء "الدامي" الماضي الذي سقط فيه ثمانية قتلى وعشرات الجرحى بحسب بعض التقديرات.
واستخدام القوة، حسب التعبير الأكاديمي لعلماء السياسة عند الحديث عن مكونات الدولة، يقع في يد المتظاهرين داخل الميدان
فمع التزام الجيش الحياد رغم انتشاره حول الميدان، اضطلع المتظاهرون بدور جهاز الشرطة الغائب عبر نقاط تفتيش أقاموها على جميع المداخل السبعة للميدان.
أحمد خليفة المتطوع في إحدى اللجان المشرفة على نقاط التفتيش قال "لا يمكنك الدخول إلى الميدان دون بطاقة تحقيق الهوية ودون تفتيشك ذاتيا".
الإدارة
الميدان أيضا صنع "جهازه الإداري"، وهو أحد عناصر تكوين الدولة حسب التعريف الأكاديمي للدولة.
ففي الميدان، هناك جهاز إداري يتعلق بتقديم العلاج للمصابين ورصد أسمائهم، وهناك جهاز إداري لتقديم الطعام وتنظيف الشوارع وتأمين وجود الشخصيات العامة التي توجد في الميدان من خلال تخصيص بعض أماكن الميدان لوجودهم وسط حراسة من قبل متطوعين.
ووصل الأمر إلى تكوين جهاز إداري يشرف على صنع معدات حربية مثل المنجنيق.
ولأن دولة ميدان التحرير تحتاج إلى جهاز إعلامي مشابه للدولة خارجه متمثلا في مبنى الإذاعة والتليفزيون الذي يقع على بعد دقائق، قام المتظاهرون بعمل إذاعة داخلية يشرف عليها متظاهرون.
ويتعدى دور الإذاعة بث الأغاني الوطنية لعبدالحليم حافظ مثل "صورة كلنا كده عايزين صورة" إلى التنبية عن طفل تائه أو بث آخر الأخبار التي ترد عبر الفضائيات العربية.
الأمن
ولأن فكرة الدولة يقوم على "الثواب والعقاب" للمواطنين، لم يكن غريبا أن يقيم المتظاهرون "سجونا" في الميدان أنشئت في مدخل محطة مترو الأنفاق الواقعة وسط الميدان.
وقال عبد الحميد إبراهيم احد المشرفين على تلك"السجون" إنه يتم فيها احتجاز احتجاز من يتم القبض عليه هم المواجهات مع المؤيدين لمبارك الواقفين على الجانب الآخر من الميدان، ثم يجري ترحيل "المحتجزين" وتسليمهم إلى الجيش.
وبالنسبة للمشاركين في الاعتصام توفر لهم هذه الأجواء احساسا بالأمن والأمان فهم يبيتون ليلتهم في ميدان التحرير دون عناء الانصراف والعودة نهارا للتظاهر.
وقالت نهى وهي تلتحف بغطاء ممتد بين أفراد أسرتها أنها باتت في منزلها "ثلاثة أيام لم أشعر فيها بالأمان، أنا الآن أشعر بأمان أكثر".
وفي نهاية يوم طويل من الاحتجاجات يقوم المتطوعون بأعمال النظافة من خلال جمع مخلفات الغذاء وكنس الأرصفة وهي أيضا من المهام التي توفرها بلديات المدن.