عصام الحضري وحوار مع ال سي ان ان
أعلن عصام الحضري، حارس مرمى منتخب مصر ونادي سيون السويسري، أنه لن يستمر مع فريقه في الموسم المقبل، وأنه سيرحل لناد أخر، ولكنه لم يحدد وجهته المقبلة حتى الآن، وينتظر جميع العروض التي ستصله لدراستها قبل اتخاذ قراره النهائي.
وأبدى الحضري، في حوار مع CNN بالعربية عبر الهاتف من سويسرا، أمله في العودة لصفوف فريق الأهلي، ولكنه يعلم أن القرار من الصعب تحقيقه لموقف مسؤولي الأهلي منه بعد رحيله عن الفريق في وقت صعب في الموسم الماضي.
وأشار حارس مصر الدولي إلى أن المدير الفني السابق للأهلي، مانويل خوسيه، كان السبب الأول والحقيقي وراء رحيله عن الأهلي، وهو القرار الأصعب في حياته، ولكنه غير نادم على هذا القرار.
هل ترى أن هناك فرصة لعودتك للنادي الأهلي بعد رحيل مانويل خوسيه؟
أتمنى أن أعود من جديد للنادي الأهلي، بعد فترة غياب استمرت ما يقرب من عام ونصف، عانيت خلالها من أزمات شديدة، كفيلة بإنهاء حياة أي لاعب كرة قدم، أهمها غضب جماهير الأهلي، وعدم رضاها عن رحيلي بالطريقة التي تركت بها النادي. ولكن أعلم أن عودتي للأهلي أمر صعب، خاصة وأن إدارة النادي متمسكة بموقفها، بصرف النظر عن رحيل خوسيه من عدمه، لأن المدير الفني البرتغالي لم يكن سبب عدم عودتي، فالأهلي كمؤسسة تعمل من خلال رؤيتها الخاصة، وليس من خلال رؤية أي شخص أخر حتى ولو كان المدير الفني.
طالما تعلم قرار الأهلي، لماذا أعلنت رغبتك في العودة؟
لم أعلن رغبتي في العودة ولكنني عبرت عن أمنيتي في الرجوع للأهلي مرة أخرى، وهناك فارق بين الرغبة والأمنية، ولو كان الأمر بيدي لاتخذت قرار العودة إلى النادي الأهلي، لأنه بيتي الذي تربيت فيه.
هل تشعر بالندم علي قرار رحيلك عن الأهلي؟
لم أتعود على الندم في أي قرار أتخذه، وعلى الرغم من معاناتي في الفترة الماضية، إلا أنني غير نادم على الرحيل عن الأهلي، رغم أنه كان أصعب قرار اتخذته في حياتي، لأنني حينما اتخذت القرار كنت قد استنفدت كل الطرق الشرعية للرحيل بموافقة النادي، إلا أن مسؤولية رفضوا ذلك بإصرار شديد، ولكنني وقتها كنت قد وصلت درجة لا استطيع الاستمرار بعدها مع الفريق الأحمر.
ما هي الظروف التي كنت تعاني منها، وقد كنت الحارس الأساسي للفريق؟
نعم كنت الحارس الأساسي للفريق، وكنت أفضل حارس في إفريقيا بعد فوزي مع منتخب مصر ببطولة إفريقيا، إلا أن المدير الفني كان يسيء معاملتي، وكل مسؤولي النادي كانوا يعلمون ذلك، وشكوت لهم كثيرا، إلا أنني لم أجد من ينصفني.
عقب عودتي مع منتخب مصر من غانا، وحصولنا على كأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية على التوالي، وحصولي على لقب أفضل حارس مرمى في إفريقيا، لقيت معاملة سيئة من المدير الفني، لدرجة أنه لم يبارك لي الفوز بالبطولة الإفريقية.
وكانت بعض وسائل الإعلام قد نشرت تقارير عن عروض لي من نادي الأرسنال الإنجليزي، رغم أنه لم يصدر مني تصريح واحد في هذا الشأن، وكلها كانت اجتهادات إعلامية، إلا أن المدير الفني حول الأمر أمام زملائي إلى تندر سخيف أحرجني وجرح مشاعري، وقتها اتخذت قرار الرحيل .
هل ترى أن نادي سيون، وهو ناد صغير، يليق بأفضل حارس مرمى في إفريقيا؟
أعلم أن نادي سيون أقل كثيرا من اسم عصام الحضري، ولكن كان هذا العرض هو الوحيد أمامي للرحيل عن المدير الفني البرتغالي، ورغم ذلك نجحت في حصد بطولة كأس سويسرا معه، وهو إنجاز يحسب لي بكل المقاييس، فهذه البطولة مسحت كثيرا من أحزاني ومعاناتي الكبيرة التي عانيتها طوال عام ونصف، وأنصفتني أمام الجماهير المصرية.
قيل إنك رحلت إلى سيون لأسباب مادية؟
الجميع يعلم أنني لم أرحل عن الأهلي إلى سيون لأسباب مادية لأنني كنت أحصل على مقابل مادي كبير في مصر، وصنعت تاريخا كبيرا في الكرة المصرية، لدرجة أن البعض رشحني لأكون أفضل حارس مرمى في تاريخ الكرة المصرية، ومنهم حراس مرمي سابقين، ولكنني كنت أبحث عن تجربة احتراف لأنها أمنية أي لاعب كرة القدم، وحاولت مع مسؤولي الأهلي أكثر من مرة، ولكن بعد الفوز ببطولة الأمم الإفريقية الأخيرة، وجدت أن الفرصة قد لا تتكرر، بعد أن وصل عمري إلى 35 عاما، بالإضافة إلى الطريقة السيئة التي كان يعاملني بها المدير الفني.
كيف تتحدث عن سوء معاملة خوسيه وكنت الحارس الأساسي لفريقه؟
المدير الفني لم يكن يستطيع أن يستبعدني عن التشكيل الأساسي للفريق، لأنه يبحث عن مصلحته فقط، ويعلم أنني أفضل حارس في الفريق، وكان من الصعب عليه أن يتخذ قرار استبعادي، ولو وجد حارسا أفضل مني أو يقترب مستواه من مستواي لفعل ذلك دون تفكير، ولكنه كان يصر على الإساءة لي، فسحب شارة قائد الفريق مني ومنحها لمن لا يستحقها، لمجرد الإمعان في مضايقتي، ومحاولة إخراجي.
ما رأيك في رحيل مانويل خوسيه عن الأهلي؟
أشهد الآن أن المدير الفني البرتغالي، مدرب يعرف مصلحته جيدا، ويعرف من أين تؤكل الكتف، فعندما وجد أن مستوى الفريق في طريقه للهبوط، بعد أن استهلكه، اتخذ قرار الرحيل قبل أن تكتشف حقيقته كمدرب، ولو كان مدربا كبيرا كما يقال عنه لاستمر مع الفريق، وحاول بناءه من جديد، ولكنه رفض ذلك لأنه لا يجيد بناء الفرق، ولكنه يريد فريقا جاهزا، ولا يريد أن يرهق نفسه مع فريق يحتاج للبناء من جديد، وفضل مصلحته الشخصية على مصلحة الفريق الذي صنع اسمه كمدرب، لدرجة أنه حصل على لقب أفضل مدرب برتغالي في 2008.
هل تتوقع غياب البطولات عن الأهلي في المواسم المقبلة؟
الأهلي فريق كبير، وسيظل كذلك، ورغم أن الفريق لن يكون في مستواه الذي تعودت عليه الجماهير في الموسم المقبل، وهو أمر طبيعي في كرة القدم بعد أن وصل الفريق في المواسم الأخيرة إلى قمة مستواه الفني، سيبقى الأهلي منافسا على البطولات، فقد يظهر بمستوى أقل مما كان عليه في المواسم الماضية، ولكن تبقى قيمة الأهلي كبيرة، وهي ما ستجعله منافسا على الألقاب.
ما رأيك في الطريقة التي ودع بها جمهور الأهلي مانويل خوسيه والحب الكبير الذي حصل عليه من تلك الجماهير؟
الشعب المصري بصفة عامة عاطفي، ونجح المدير الفني البرتغالي في اللعب على هذا الوتر بشكل جيد، مما جعل جماهير الأهلي ترتبط به، وإذا كان قد نجح في كسب حب وتعاطف جماهير الأهلي، أرسل الجماهير له رسالة واضحة في لقاء كانو بيلارز النيجيري الذي أخرج الأهلي من بطولة دوري أبطال إفريقيا، حينما علقت لافتة أعلنت من خلالها أن حبها الأول للأهلي وليس لأي شخص أخر.
هل ستواصل مشوارك مع سيون في الموسم المقبل؟
أشك في استمراري مع سيون في الموسم المقبل، لرغبتي في دخول تجربة جديدة في ناد آخر، وكان ذلك واردا في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، إلا أن رئيس نادي سيون تمسك باستمراري مع الفريق لنهاية الموسم.
ماذا استفدت من تجربتك مع سيون؟
عشت حياة الاحتراف الأوروبي، وهو أهم ما خرجت به من تجربتي مع سيون.
هل ستنتقل لفريق النادي الإسماعيلي كما تردد؟
كانت هناك مفاوضات بيني وبين النادي الإسماعيلي في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وكان الانتقال وشيكا، ولكنه توقف بعد تمسك نادي سيون باستمراري لنهاية الموسم، ومن الوارد أن ألعب للدراويش في الموسم المقبل.
هل حدثت مفاوضات بينك وبين مسؤولي الزمالك؟
بالفعل كانت هناك مفاوضات مع الزمالك عن طريق ممدوح عباس رئيس النادي السابق، ولكنها توقفت منذ فترة، ولم تفتح مرة أخرى، ولن أتعجل في قراري القادم، وأنتظر دراسة جميع العروض التي ستصلني في الفترة المقبلة.
هل ستوافق على اللعب لنادي الزمالك في حال تجدد المفاوضات؟
الزمالك ناد كبير، ويمثل جناح الكرة المصرية مع النادي الأهلي، وإذا وصلني عرض حقيقي من مسؤولي النادي في الفترة المقبلة، سأدرسه، وإذا رأيت أنه مناسب فلن يكون لدي مانع من اللعب له.