عندما يرفض طفلك أحضانك وقبلاتك
تتميز المرحلة العمرية من 18 شهر الى ثلاث سنوات بأنها فترة تعلم لمهارات اجتماعية
أساسية وتكون وعى الطفل لذاته كفرد مستقل عم والديه ،وبشكل خاص عن والدته وعن
المحيطين به
ومن مظاهر محاولات الاستقلال عن الام تجنب معانقتها له واللجوء الى الضرب أحياناً ولهذا فإن
طفلك الذى كان يبدى سعادته عند معانقتك ويرحب بقبلاتك بدأ يتهرب منك ويتجاهل طلباتك ، بل
انه يضربك أحياناً ويتهرب من العب معك مفضلاً والده عليك ما قد يتسبب فى الازعاج والضيق
تذكرى أن الطفل فى هذه السن يختلف عنه عندما كان رضيعاً حيث كان يبتسم ويضحك لمداعبتك
هل تشعرين بأن هذا السلوك هو دلالة على رفضه لك بالرغم من أنه مايزال يعتمد عليك كثيراً
قد يكون جوابك نعم ولكن عليك التنبه الى أن طفلك فى مثل هذه السن يبدأ الوعى بذاته كفرد
مستقل عنك والادراك أن عواطفه الخاصة تتميز عن عواطفك فيحاول تجربة كل أنواع المهارات
الاجتماعية ومايتضمنه ذلك من اختبار العلاقات الأهم بالنسبة اليه وهى علاقته
بك بكلمات أخرى ان طفك الصغير آخذ فى النمو وان تجنبه قبلاتك وملامستك له فى هذه السن
هو تعبير متوقع عن نموه
كيف يمكنك تقبل الوضع الجديد
تذكرى دائما أن أمزجة الصغار تتغير بسرعه وانه ليس لهذا التغير أى دلالة ظاهرية وأن
هذا المزاج لا يدوم وسيعود طفلك الى ماكان عليه سابقا فى هذه الاثناء ضعى فى ذهنك
أن سلوكيات طفلك هذه لا تعنى عدم حاجته اليك أو حبه لك
لا تعبسى فى وجهه وتصمتى عندما يرفضك بل إلجئى الى توبيخه اذا دعت الضرورة
ولتكن استجابتك متناسبة مع سلوكه وعلميه أنه حتى لو لم يشعر بالرغبة فى اقترابك منه
فى هذه اللحظة فانك حاضرة لذلك فى أى وقت آخر وأن حبك له لن يتوقف أبداً
رفض المداعبة أو التقبيل
ان مداعبتك واحتضانك لطفلك هما من أجمل الأوقات التى تمضينها كل يوم فكل ملامح
وجهه الصغير تدعوك الى احتضانه وتقبيله ولكن الآن بدأ يدفعك بعيداً عنه ويرفض قبلاتك
كما لو أن مداعبتك هى تعذيب له مما يسبب لك الألم من الأمور التى يجب ألا تغيب عن
بالك فى مثل هذه الحالة أن جميع الأطفال لا يتصرفون بنفس الطريقة فبعضهم يدير راسه
عند محاولة تقبيله والاخر يدفعك بعيداً والبعض قد يصرخ
والأمر الثانى الذى ينبغى ادراكه هو أن الأطفال الذكور أكثر رفضا للتقبيل من الإناث
والأمر الثالث الاطفال فى هذه السن يستغرقون كليا بما يقومون به ويتناسون تماما ما يحيط
بهم لاسيما الأم
ان طفلك الصغير هو من يفرض شروط اللعبه الان فأنت راغبة فى احتضانه ومداعبته
وهو غير راغب
التصرف السليم فى هذه الحالة هى الحرص على اختيار وقت المداعبة
لا تداعيبه أثناء استغراقه فى اللعب
لا توبخى طفلك اذا رفض تقبيله ولاتتوسلى اليه السماح لك بذلك فتوسلاتك قد تشعره بالذنب
ولن تؤدى الى النتيجة المرجوة مازحيه داعبى اى جزء من جسده فقد يتقبل وقتها
احتضانك وتقبيلك مفترضا أن الأمر لعب فى لعب
لا تأخذى تهرب طفلك منك على انه أمر شخصى فهو لايرفضك ولكن يرفض أى تقييد
لحرية جسده فهو ينظر الى عناقك المتكرر كما ينظر الى الكرسى الذى تقيده عليه فى
السيارة فكلها امور تحد من حريته
لا يعنى هذا انه ليس فى حاجة الى مثل هذه المداعبات لذا لاتلجئى إلى وقفها كليا بل جربى
طرقاً أخرى
1 – اللمسة البسيطة من الممكن ان يرفض طفلك العناق الحميم لكن من الممكن ان يذعن
للعناق العادى قومى بالتربيت على كتفه او على خده اوتمرير اصابعك فى شعره فهذه
حركات تشعره بحبك ولا تحد من حريته
2- المداعبة الخشنة
جربى بع ذ المداعبات الخشنة فبعض الاطفال خاصة كثيرى الحركة منهم يعتبرون أن اعناق
بمثابة تعبير عن الرقه المتناهية ويجدون المداعبة الخشنة مثل الدغدغة
وضرب الكف والمصارعه والمطاردة أكثر ملائمة لطبيعتهم
3- حددى وقت العناق بدقة
الطفل الصغير اكثر تقبلا للضم والعناق قبل وبعد القيلولة أو النوم أو بعد تعرضه لحادث
مثل السقوط او عند شعوره بالضعف
احرصى على اتباع روتين معين فى عناقك لطفلك مثل بعد الحمام او عند استيقاظه فهذا
يجعله مقبولاً
4- اتبعى تلميحات طفلك عادة مايرسل الطفل اشارات الى الام تدل على رغبته واستعداده
للعناق وحاجته اليه مثل الاقتراب منها أو الاحتكاك بها أو شد ذيل ثوبها .. الخ للفت انتباهها
لذا اتبعى تلميحات طفلك لتعرفى متى يكون مستعدا لتقبل العناق ومتى يريد أن يكون حراً
لا تتوقفى عن المحاولة حتى لو كان طفلك غير راغب فى العناق ان ادراك طفلك اهتمامك
بعناقه واحترام رغبته وتلميحاته يجعلانه يدرك أنه طفل محبوب وفى نفس الوقت أن معظم
الأطفال الذين يخجلون من المعانقة يتقبلونها فى النهاية لكن بتحفظ خاصة الاطفال
المتحسسين من اللمس
أخيرا اذا استمر طفلك فى رفض كل أنواع الملامسة الجسدية عندها لابد من اللجوء
الى اخصائى لأخذ الرأى
تفضيل الأب
يتعلم يتعلم الأطفال فى هذه السن التعبير عما يفضلون وتأكيده فهم يفضلون مثلاً أحد الوالدين
على الآخر وهذا السلوك يماثل تفضيلهم لنوع من احلوى على أخرى
ان تفضيل الطفل شخصاً ما أوشيئاً ما هو تعبير عن بداية تعلمه السيطرة على بيئته ومحيطه
ونظراً لصغر سنه فهو لايدرك الأم الذى يسببه للوالد المرفوض
لاتدعى تفضيل طفلك والده عليك يؤثر سلباً فى عواطفك نحوه فان تفضيله والده هو أمر
طبيعى وليس موقفاً عدائياً تجاهك فاذا فضل اللعب مع والده فى وقت ما فاختارى اللعب معه
فى وقت آخر ولا تتركى لطفلك قرار وجود أى منكما فقط فى حياته اى لاتدعيه يختار بينك
وبين والده وذلك لتلبية كل احتياجاته مثل اللعب والقراءة والاستحمام والأكل واذا اصر على
اختيار احدكما فقط لتلبية كل احتياجاته اوضحى له أنكما تتقاسمان العمل بينكما وبينى له
من منكما سيقوم بماذا
اللجوء الى الضرب
قد يقوم طفلك أحياناً بضربك أو ضرب والده عند قيام أيا منكما بعمل ضد ارادته مثل
اطفاء التلفزيون
الاطفال فى هذه السن قد يلجأون الى الضرب عندما يكنوا متعبين جدا او لا يستطيعون التحكم
فى عواطفهم او عندما لاتسير الأمور وفق مشيئتهم وفى جميع الحالات تكون الأم هى
الهدف الاساسى لانها من تضع القواعد السلوكية لا تنزعجى عندما يقوم طفلك
بذلك تفهمى مشاعره وفى نفس الوقت أخبريه بصوت هادىء أنه من غير المسموح به ضرب
الآخرين واخبريه بصوت هادىء ولكن واضح وحازم انك تدركين انه غاضب لكن هذا
لايدعوه الى ضرب الاخرين ويمكنك اللجوء الى معاقته بعزله فى غرفته لبعض الوقت حتى
يهدأ وبعدها علميه الاساليب التى يعبر بها عن غضبه والكلمات التى يمكن ان يستخدمها
للتعبير عن غضبه
يمكنك اعطائه ورقة وقلم وتطبى منه التنفيس عن غضبه بالرسم والخربشة على الورق
وبعدها امنحيه مكافأة بسيطة أو احتضنيه وقبليه وإشعاره مدى حبك واحترامك لمشاعره