صحف فرنسية: شغب الجزائريين يعد اعترافا بتبخر حلم تأهلهم للمونديال
أولت الصحف الفرنسية اهتماما كبيرا بفوز منتخب مصر على نظيره الجزائرى بهدفين مقابل لاشى ء فى المباراة التى أقيمت بينهما مساء السبت فى استاد القاهرة الدولى فى اطار تصفيات افريقيا المؤهلة لمونديال 2010 بجنوب افريقيا.
وشمل هذا الاهتمام كل ما يخص المباراة سواء فيما يتعلق بالنواحى الفنية أو بخروج الجماهير المصرية الى الشوارع للتعبير عن فرحتها الغامرة بالفوز الثمين أو بمساندة علاء وجمال مبارك لمنتخب بلادهما فى الاستاد ، وكذلك أعمال الشغب التى اندلعت فى بعض المدن الفرنسية الكبرى عقب انتهاء المباراة وقامت بها الجالية الجزائرية الكبيرة التى تعيش فى فرنسا.
واعتبرت بعض الصحف الفرنسية أن أعمال الشغب التى اندلعت فى بعض المدن الفرنسية الكبرى على أيدى الشباب الجزائرى المقيم فرنسا يعد بمثابة اعتراف ضمنى بتبخر حلم منتخبهم فى التأهل للمونديال بعد ان كان الجزائريون قاب قوسين أو أدنى من الحصول على بطاقة التأهل لولا اصرار المصريين على احراز هدف ثان فى الثوانى الأخيرة من الدقائق الست التى احتسبها الحكم جنوب الافريقى وقتا بدلا من الضائع ، أحرزه
المهاجم عماد متعب بضربة رأس متقنة بعد ان تفنن الجزائريون فى اضاعة الوقت الاصلى بادعاء الاصابة.
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" أنه بمجرد أن انتهت المباراة بفوز المصريين بهدفين دون مقابل وتأجيل حسم التأهل الى مباراة فاصلة بأم درمان بالسودان يوم الأربعاء القادم لنيل بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا اشتبكت مجموعات من الشباب الجزائرى فى شوارع عدد من المدن الفرنسية الكبرى مع قوات الأمن لاسيما فى مدينتى مرسيليا وليون فى رد فعل يعكس مدى حزنهم على نتيجة المبارة التى اعتبروها بمثابة انتهاء للحلم الجزائرى بالتأهل للمونديال بعد غياب دام 24 عاما عن العرس الكروى العالمى.
وأضافت الصحيفة ان الجزائريين فى مارسيليا لم يجدوا للتعبير عن حزنهم لهزيمة منتخبهم أمام مصر أفضل من اشعال النيران فى اليخوت الراسية فى ميناء مارسيليا والقاء الحجارة والصواريخ النارية على قوات الأمن بعد ان نزل الهدف الثانى الذى أحرزه متعب فى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع كالصاعقة على رؤوسهم بعد ان استعدوا للاحتفال بالتأهل رغم تأخرهم بهدف اعتمادا على فارق الأهداف الذى كان يصب فى مصلحة الجزائر.
وتعد الجالية الجزائرية فى فرنسا أكبر جالية أجنبية تعيش على الأراضى الفرنسية بعضها يحمل الجنسية الفرنسية والبعض الاخر يحمل بطاقة اقامة أو بدون أوراق وهو الوصف الذى يطلق فى فرنسا على الاقامة غير الشرعية.
ومن جانبها ، أبرزت مجلة "لوبوان" الفرنسية مظاهر الفرحة التى عمت الشوارع المصرية عقب فوز مصر ونجاحها فى الابقاء على حظوطها للتأهل الى مونديال 2010 بعد غياب دام 20 عاما عن نهائيات كأس العالم.
وأضافت الصحيفة أنه بمجرد أن انطلقت صافرة حكم المباراة معلنة عن فوز مصر بهدفين انطلقت آلاف السيارات وهى تطلق أبواقها فى مختلف المدن المصرية ابتهاجا بالفوز التاريخى الذى زاد من قيمته أنه تحقق فى الثوانىالأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع فى وقت تهيأ فيه الجزائريون للاحتفال بالتأهل بعد غياب دام 24 عاما.
وأضافت المجلة ان هتافات المصريين "مصر .. مصر" زلزلت شوارع القاهرة مثلما زلزلت من قبل استاد القاهرة التى تكدس فيه أكثر من 80 ألف متفرج ظلوا ينتظرون الفوز حتى الثوانى الاخيرة من المباراة.
ونقلت المجلة الفرنسية عن مشجع مصرى عقب انتهاء المباراة قوله " كنت على يقين تام بأن مصر ستحرز هدفا ثانيا فى الثوانى الأخيرة لا لشىء الا ان هذه هى مصر التى يظهر معدن أبنائها فى الأوقات الصعبة والحاسمة.
وأبرزت لوبوان التهنئة التى أرسلها الرئيس حسنى مبارك للشعب المصرى عقب الفوز الذى يحافظ على حظوظ الفراعنة فى التأهل فى حال الفوز باى نتيجة فى مباراة السودان بعد ان كان العبء ثقيلا فى القاهرة حيث كان يتعين على المصريين الفوز بفارق هدفين على أقل تقدير للوصول للمباراة الفاصلة وبثلاثة أهداف للتأهل.
ونوهت المجلة بالتأييد الذى حظى المنتخب الوطنى المصرى من قبل علاء وجمال مبارك مؤكدة ان فرحة الرجلين الغامرة ظهرت بوضوح على شاشة التليفزيون بعد تسجيل الهدف الثانى القاتل.
من جانبها تناولت صحيفة "لوباريزيان" بالتفصيل تطورات احداث العنف التى اندلعت فى بعض المدن الفرنسية عقب انتهاء المبارة على ايدى ابناء الجالية الجزائرية ، وذكرت الصحيفة أن قوات الأمن الفرنسية ألقت القبض عقب انتهاء المباراة على 8 أشخاص فى مدينة مارسيليا (جنوب فرنسا) بتهمة القاء الحجارة واتلاف الممتلكات واشعال النيران فى السيارات وصنادق القمامة.
وكشفت الصحيفة عن ان الجزائريين الغاضبين من نتيجة المباراة اشعلوا النيران فى 6 يخوت كانت راسية فى ميناء مارسيليا القديم اثنان منها غرقا فى مياه الميناء بعد ان فشلت قوات الاطفاء فى اخماد النيران التى اندلعت فيهما.
وأبرزت الصحيفة اجراءات الامن المشددة التى اتخذتها قوات الامن لتأمين سلامة القنصلية المصرية فى مارسيليا وتأمين سلامة عدد من مطاعم الكباب والشاورمة التى يمتلكها المصريون فى مارسيليا المطلة على البحر المتوسط.
وأشارت الى ان الاجراءات الامنية الصارمة لم تمنع المشجعين المشاغبين من اتلاف واجهات بعض المحال على رأسها محل ماكدونالدز القريب من ميناء مارسيليا.
وأشادت الصحيفة بأداء منتخب مصر مؤكدة ان المصريين نجحوا فى تحقيق المعجزة بالفوز بهدفين خاصة وان صعوبة المهمة تكمن فى العبء النفسى الذى كان ملقى على عاتقهم فالجزائريون كان يكفيهم الفوز أو التعادل أو حتى الهزيمة بفارق هدف واحد للتأهل لمونديال جنوب افريقيا فى حين كان يتعين على المصريين الفوز بفارق هدفين على الاقل دون ان يصاب مرماهم باى هدف للوصول الى المبارة الفاصلة.
وأشارت الصحيفة الى أن سلوك الجزائريين فى العاصمة الفرنسية باريس كان تصرفا اقل عنفا عن سلوكهم فى مارسيليا وليون فقد عبروا عن خيبة أملهم بهزيمة منتخب بلادهم بالتجمهر فى بعض شوارع منطقة باريس مما تسبب فى ازدحامات مروروية مشيرة الى ان الجزائريين تفرقوا بعد ذلك دون مشاكل لمتابعة مباراة فرنسا وايرلندا التى انتهت بفوز فرنسا 1 / صفر فى اطار التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب افريقيا عن قارة اوروبا .
أما صحيفة "واست فرانس" ،فقد اعتبرت ان المصريين حققوا المهمة بنجاح فالفوز على الجزائر التى تضم مجموعة كبيرة ومتميزة من المحترفين بهدفين نظيفين يعد بمثابة انجاز عظيم يجعل مصر الأوفر حظا للفوز بالمباراة الفاصلة التى من المقرر ان تقام بملعب نادى المريخ السودانى يوم الاربعاء القادم .
وأضافت الصحيفة ان ما يميز أداء المصريين هو جماعية اللعب والاصرار والعزيمة على الفوز حتى اخر دقيقة مؤكدة انه فى الوقت الذى استعد فيه الشعب الجزائرى للاحتفال بالتأهل رغم التأخر بهدف عمرو زكى جاء هدف عماد متعب فى الثوانى الاخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع لينزل كالصاعقة على الشعب الجزائرى وعلى الجالية الجزائرية الكبيرة فى فرنسا.
وقالت الصحيفة انه على الرغم مما ابداه الجزائريون من روح قتالية خلال المباراة الا ان اصرار المصريين على الفوز كان له الكلمة العليا والاخيرة ليتقابل المنتخبان فى مباراة فاصلة وهما متساويان فى النقاط وفارق الاهداف بعد ان كان الميزان يميل لصالح الجزائريين فى القاهرة بسبب تقدمهم بثلاث نقاط و هدفين.
من جانبها اهتمت مجلة "جون افريك " بمظاهر الفرح التى عمت مصر سواء فى استاد القاهرة او فى الشوارع المصرية عقب انتهاء المباراة .
اما صحيفة "لوموند" فقد أرجعت الفرحة العارمة التى عمت الشارع المصرى بعد المباراة الى صعوبة المهمة التى كانت ملقاة على عاتق المنتخب المصرى فالفوز فى حد ذاته لا يكفى مشيرة الى ان المطلوب لم يكن هينا ، فإما أن تحرز مصر هدفين فى عرين المنتخب الجزائرى القوى لتصل الى مباراة فاصلة او احراز ثلاثة اهداف لحسم المعركة وهو ما كاد يحدث فى الثانية الاخيرة من المباراة عندما اضاع اللاعب محمد بركات فرصة العمر التى كانت كفيلة باراحة المصريين من عناء مباراة السودان الحاسمة.
وذكرت صحيفة "لاكسبرس" الفرنسية فى عددها الصادر الاحد أنه تم نشر أكثر من 500 من رجال الشرطة فى وسط مدينة مرسيليا كاجراء وقائي بعد أعمال الشغب التي قام بها بعض من ابناء الجالية الجزائرية في فرنسا عقب انتهاء مباراة مصر والجزائر مساء السبت.
وأشارت الى أن الاشتباكات اندلعت بين رجال الامن وبعض الشباب الجزائري بعد أن أحرزت مصر الهدف الثاني فى نهاية المباراة وحرمت الجزائر من التأهل المباشر الى كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا وأجبرتها على خوض مباراة فاصلة يوم الاربعاء المقبل بالسودان.
وأوضحت الصحيفة ان العديد من واجهات المحال بما فيها مكتبة "الكازار" تعرضت للتلف بالاضافة الى تحطيم بعض الحافلات ولم تشر الصحيفة الى وقوع أى اصابات.